بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 31 مايو 2012

( من يعمل سوءاً يجز به ) لإبن الجوزي في التبصره

يا معرضاً عن الهدى لا يسعى في طلبه يا مشغولاً بلهوه مفتوناً بلعبه يا من قد صاح به الموت عند أخذ صاحبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) جز على قبر الصديق وتلمح آثار الرفيق يخبرك عن حسنه الأنيق أنه استلب بكف التمزيق هذا لحده وأنت غدا به ( من يعمل سوءاً يجز به ) كم نهى عن الخطايا وما انتهى وكم زجرته الدنيا وهو يسعى لها هذا ركنه القويم قد وهى وها أنت في سلبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) أين من عتا وظلم ولقي الناس منه الألم اقتطعه الردى اقتطاع الجلم فما نفعه ما جمعه لا والله ولم يدفع عنه عز منصبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) بات في لحده أسيراً لا يملك من الدنيا نقيراً بل عاد بوزر ذنبه عقيراً وأصبح من ماله فقيراً على عز نسبه وكثرة نشبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) اللذات تفنى عن قليل وتمر وآخر الهوى الحلو مر وليس في الدنيا شيء يسر إلا يغر ويضر ثم يخلو ذو الزلل بمكتسبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) الكتاب يحوي حتى النظرة والحساب يأتي على الذرة وخاتمة كأس اللذات
مرة والأمر جلي للفهوم ما يشتبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) تقوم في حشرك ذليلاً وتبكي على الذنوب طويلاً وتحمل على ظهرك وزراً ثقيلاً والويل للعاصي من قبيح منقلبه ( من يعمل سوءاً يجز به ) يجمع الناس كلهم في صعيد وينقسمون إلى شقي وسعيد فقوم قد حل بهم الوعيد وقوم قيامتهم نزهة وعيد وكل عامل يغترف من مشربه ( من يعمل سوءاً يجز به ) إنما يقع الجزاء على أعمالك وإنما تلقى غداً غب أفعالك وقد قصدنا إصلاح حالك فإن كنت متيقظاً فاعمل لذلك وإن كنت نائماً فانتبه ( من يعمل سوءاً يجز به )

الاثنين، 28 مايو 2012

صُيود مقيّده " 13 "

لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم له ملك السموات للأرض واستقرض منك حبة فبخلت بها وخلق سبعة أبحر وأحب منها دمعة فقحطت عينيك بها

============ ========= ===


اطلاق البصر ينفش في القلب صورة المنظور, والقلب كعبة, والمعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام.لذات الدنيا كسوداء وقد غلبت عليك, والحور العين يعجبن من سوء اختيارك عليهن, غير أن زوبعة الهوى اذا ثارت سفت في عين البصيرة فخفيت الجادة.سبحان الله, تزينت الجنة للخطّاب فجدوا في تحصيل المهر, وتعرّف رب العزة الى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وأنت مشغول بالجيف.

============ ========= ===


لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب
لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته, علمه كيف يعتذر اليه: ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )البقرة 37.
============ ========= ===

ليس العجب من مملوك يتذلل لله، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره؛ فذلك هو الأصل إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

============ ========= ===

قال الذهبي: (ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، وإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء) السير

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله تعالى
إلام الرواح في الهوى والتفليس، وحتَّام المسعى في صحبة إبليس، وكم بهرجة في العمل وتدليس، أين أقرنك هل تسمع لهم من حسيس، اعلمت أنهم اشتد ندمهم وحسرتهم على إيثار الخسيس، تالله لقد ودوا أن لو كانوا طلقوا الدنيا قبل المسيس.
============ ========= ===

قال يحيى بن معاذ: " لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب ".

============ ========= ===


قال ابن المبارك: " رُبّ عمل صغير تُكثّره النية ورُبّ عمل كثير تصغره النية

============ ========= ===

-       قال الذهبي: " ولكن إذا إخطأ إمام في اجتهاد لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه , ونغطي معارفه , بل نستغفر له ونعتذر له ". السير(18/157)

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله
التغافل عن الزله أرقى من كتمانها

============ ========= ===

لونزلت صاعقه من السماء ما أصابت مستغفر

============ ========= ===

قال سهل بن عبدالله
عليكم بالأثر والسنة فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرأوا منه وأذلواه وأهانوه

============ ========= ===


قال ابن القيم: فإن اتباع الهوى يعمي عين القلب فلا يميز بين السنة والبدعة
أوينكسه فيرى البدعة سنة والسنة بدعة فهذه أفة العلماء إذا آثروا الدنيا واتبعوا الرياسات والشهوات

============ ========= ===

قال ابن تيمية  رحمه الله
( فالبدع تكون في أولها شبرا ثم تكثر في الإتباع حتى تصير أذرعا وأميالا وفراسخ ) مجموع الفتاوى 425/8

============ ========= ===

قال الشافعي رحمه الله :
" لو أن رجلا صاحب الصوفية من الصبح إلى الظهر لذهب عقله".
قال محمد تقي الدين ( معقبا ) :
وكذلك دينه وماله يذهبان أيضا، وذلك هو الإفلاس العظيم"

============ ========= ===

ويقول الإمام الشافعي - رحمه الله :
{ لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ما اخترت البقاء في هذه الدار }

============ ========= ===

عن معتمر بن سليمان قال
دخلتُ على أبي وأنا منكسرٌ فقال:مالك ؟ قلت : مات صديقٌ لي قال: مات على السنة ؟ قلت: نعم ، قال : فلا تحزن عليه

============ ========= ===

قال حاتم الأصم - رحمه الله - :

( رأيت الناس يذم بعضهم بعضا ، ويغتاب بعضهم بعضا ، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم ، فتأملت في قوله تعالى  { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا }
فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل فما حسدت أحدا ورضيت بقسمة الله تعالى )

============ ========= ===

قال ابن رجب لبعض من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر :
اجتهد أن تستر العصاة  فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام

============ ========= ===


قال حبيب الجلاّب: سألت عبدالله بن المبارك: ماخير ما أعطي الإنسان ؟ قال: غريزة العقل . قلت: فإن لم يكن ؟ قال: حسن الأدب قلت: فإن لم يكن ؟ قال: أخ شفيق يستشيره . قلت: فإن لم يكن ؟ قال: صمت طويل . قلت: فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله تعالى " إذا تقاربت القلوب فلا يضر تباعد الأبدان "

============ ========= ===

قال أبو حاتم البستي:الواجب على العاقل أن يلزم الصمت الى أن يلزمه التكلم،فما أكثر من ندم إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"(ص43).

============ ========= ===

قال بعض السلف:منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم,ولم أحزن على ذمهم,فحامدهم مفرِّط,وذامهم مفرِّط.

============ ========= ===

قال أبو سليمان الداراني: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة، لا يريد بها إلا الله تعالى"

============ ========= ===

قال أبو الوليد ابن رشد -رحمه الله-:مَنْ عَزَّ عليه دينُه تَورعَ , ومَنْ هَانَ عَليه دينُه تَبرّع.فتاوى ابن رشد 1622/3

============ ========= ===

كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : إن لله عبادا يحييهم في عافية .. ويبعثهم في عافيه .. ويدخلهم الجنة في عافية ..الله أجعلنا منهم

============ ========= ===

قال حماد بن واقد :
((
سمعت مالكا بن دينار يقول : الناس يقولون عني زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها ))

============ ========= ===

قال بشر بن الحارث :
((
قد يكون الرجل مرائيا بعد موته، يحبّ أن يكثر الخلق في جنازته ))

============ ========= ===

قال أبو حازم سلمة بن دينار :
((
نعمة الله فيما زوى عنّي من الدنيا أعظم من نعمته فيما أعطاني منها، لأنّي رأيته أعطاها قوما فهلكوا ))


السبت، 26 مايو 2012

من يبيعني غضبا فأشتريه؟!


 

يذكر أن الشاعر الجاهلي أبا ليلى المهلهل التغلبي لما قُتل أخوه وائل بن ربيعة جلس عند قبره يبكي، ويواصل ليله نهاره بالبكاء، وكان بنو قومه يلومونه -وهو الفارس القائد الشجاع- على اكتفائه بالبكاء عن الأخذ بثأر أخيه حتى يئسوا منه، وعيره بعضهم بأنه كالنساء يثأر بالعويل والبكاء، فما فاجأهم بعد يأسهم منه إلا وقد لبس لباس الحرب، وقد امتلأ غضبا على بكر يريد إفناءهم، ولا يتحدث بغير ذلك.
ويذكر أن الحارث بن عباد وكان سيد بني يشكر من بكر اعتزل حرب بكر وتغلب التي كانت بسبب البسوس وسميت بها، فلما قتل أبو ليلى المهلهل ابنه بُجيرا في سفارة صلح بين الحيين بكى عليه، وقرض القصيد فيه، وكان كل ليلة يسمر على هضبة تطل على بيت أبي ليلى ينظر إليه ويبكي، فلما سئل عن ذلك، قال: أريد أن يمتلئ قلبي غضبا عليه حتى إذا حاربته لا يقف في وجهي شيء.
إذن كان القائدان الجاهليان الشجاعان يستعدان لمواجهة العدو بملء القلب غضبا عليه؛ ولذا حقق كل منهما مراده، فالمهلهل نال من بكر بغيته، وأثخن فيهم ذبحا وإفناء، والحارث كسر بقومه أبا ليلى المهلهل وهزمه شر هزيمة.
وذكر ابن الأثير في تاريخه أن الصليبيين صوروا عيسى ومحمدا عليهما السلام، وجعلوا محمدا يضرب عيسى حتى أسال دمه، وكانوا يطوفون على الشعوب الأوربية بهذه الصور يقولون: محمد نبي العرب يضرب نبينا يسوعا حتى أدماه، وأتباعه أخذوا القدس بلد المسيح ودنسوه، وذكر أن النصارى مع هذا الشحن امتلأت قلوبهم غضبا على المسلمين، وكان عندهم من الدوافع النفسية ما جعلهم يضحون بكل شيء لحرب المسلمين، حتى إن امرأة ليس لها إلا ولد واحد باعت منزلها وجهزت بماله ولدها فسار مع الصليبيين في حملاتهم، وأسره المسلمون فذكر لهم قصته.
قدمت بهذه المقدمة لهذه المقالة؛ لأننا في زمن يلقننا فيه أعداؤنا قيم السلام، وسماحة الإسلام، ويحذروننا من الانتقام، ويعلموننا كيف نرد أبشع صور العدوان بالصفح والسماحة والغفران، وليس لهم مراد من ذلك سوى تخديرنا وإسلام رقابنا وأعراضنا وديارنا لوكلائهم الجزارين.
ولقننا أعداؤنا أن العداء في الدين خرافة عششت في عقول المتطرفين ولا حقيقة لها في الواقع، وعلمونا أن النظرة العقدية للأحداث السياسية هي نظرة ضيقة طائفية تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، ومع صناعة السلام التي تضطلع بها الدول الغربية.
وكل ما سبق يستقيه الليبراليون والتنويريون من أطروحات الغربيين والباطنيين ثم يقذفوننا به ناصحين ومحذرين ومنذرين من أي ضغينة على الأعداء، أو حقد عليهم، أو تفسير ما يجري تفسيرا دينيا، في الوقت الذي كنا نرى فيه رؤوس أهل السنة في العراق تخرق بالدريلات، وتقطع أطرافهم بالمناشير، ويُقذف الخباز منهم في فرنه وهو حي لمجرد أن اسمه عمر، ويحمل رافضي إلى عرس شاباً سنياً موثقاً ومرمياً في خلفية السيارة، فيسحب الرافضي هذا الشاب في العرس ويعتذر لصاحب العرس أنه لم يجد ما يقدمه معونة للمتزوج فجاء عوضا عن ذلك بهذا الكلب الناصبي ليذبحه في العرس، ثم أطلق رصاصة على رأس الشاب أردته مضرحا بدمائه، ورأينا في أفلام مصورة مبثوثة نساء أهل السنة متلففات في عباءات سوداء لا يرى من إحداهن شيء يسوقهن الرافضي الحاقد فيجلسهن جماعات موزعة، ويدير على رؤوسهن رصاص الرشاش فلا يغادر منهن واحدة، ونُقل إلينا أن بنات أهل السنة يَعرضهن الروافض على عباد الصليب ليتسلوا في غربتهم بأعراضهن. ورأينا الكثير والكثير من ذبح أهل السنة وتعذيبهم على أيدي من يجب علينا في العرف الغربي، والتلقينات الليبرالية والتنويرية أن نجعلهم إخواننا، وأن لا نصطف ضدهم وإلا كنا طائفيين. وكنت أسمع استغاثات الشيخ الدليمي باكيا يخبر أن أهل السنة ينحرون، ويصيح في إخوانهم لإنقاذهم، وتذهب استغاثاته أدراج الرياح، فلا الشعوب تقدر على شيء، والحكومات تتغافلها لمصلحة السياسة حتى يأتي دورهم في الرحى الباطنية التي نصبها الغرب لتسحقهم كما سحقت من قبل إخوانهم.
ثم بعد العراق رأينا في الشام المباركة أضعاف ما رأينا في العراق ولا نزال نرى ذلك، وبالأمس فقط رأيت مقطعا لشبيح نصيري قد أوثق شابا، وتسلى في رأسه بمنشار كهربائي حتى جز به رقبته وكتفيه، ورأيت رجالا يوطئون بالأقدام، وتهشهم رؤوسهم بأعقاب الرشاشات، وهم ينزفون حتى الموت، ورأيت أطفالا قطعوا أوصالا، ورأيت غلمانا مثل بوجوههم أحياءً وأمواتا، ورأيت شبابا يذبحون بالسكاكين كما تذبح الأنعام، وحدثني من قابل اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا أهوالا فعلها بهم النصيريون والرافضة المساندون لهم، ومما حُدثت به أن امرأة أخذوها من منزلها في غياب زوجها، فجن جنون الزوج، وبحث عنها في كل مكان يتوقعه، واتصل بمن يعرف في الأمن النصيري حتى عثر عليها في بعض مراكزهم عن طريق الاتصال بضابط المركز الذي اشترط مبلغا كبيرا من المال ليطلق له زوجته، فوعد الزوج الضابط بتدبير ما أراد من مبلغ ببيع بيته، ولكنه طلب منه أن يكلم زوجته ليتأكد أنها موجودة عندهم حتى يبيع البيت، فكلمته الزوجة وهي منهارة، وقالت لزوجها: لا تدفع لهم شيئا أبدا؛ فإني لم أعد أصلح زوجة لك، ولا أمّاً لأولادي، فأُودعك الآن وودع أولادي نيابة عني، فلقد تناوب على اغتصابي عشرون من هذه الوحوش، وأنا أتجرع غصص الذل والهوان والألم، ولا وجه لي للقائك ولقاء أولادي، وأتمنى الموت العاجل، ولو قدر لي حياة فلن تراني ولن يراني أولادي بعد اليوم، لكن إن شاء الله تعالى أموت بسرعة، حسبنا الله حسبنا الله حسبنا الله لما وصل إليه حالنا، ثم أقفلت الهاتف وهي تبكي...
وقرأت (القوقعة) و (مأساة حماة) و (من تدمر إلى هارفرد) وما أنتهي من واحدة من هذه الروايات والتقييد لما حصل من مآسي أهل السنة على أيدي الباطنيين إلا أمكث أياما يذرعني القيء ولا أستقي من هول ما قرأت وما علمت وما رأيت.
دعوني أيها القراء العاجزون مثلي أن أقدم لكم اقتراحا استفدته من قصص العرب التي قدمت بها المقالة حتى لا تغيب مآسي إخواننا عن مآقينا، فنعيشها كل لحظة، ونحس بهم في كل لحظة، ونتألم لهم في كل لحظة، وندعو لهم في كل سجدة، وتتغير نفوسنا لأجل مصابهم؛ فلعل الله تعالى أن ينجينا بمثل هذا الشعور والإحساس من ذنب خذلاننا لهم؛ ولنكون في هذا الجزء المعافى من بدن أمتنا متألمين لألم إخواننا، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
هذا المقترح هو أن نملأ قلوبنا غضبا على أعدائنا الباطنيين، ونغذي هذا الغضب يوما بعد يوم بكل فعل فعلوه بإخواننا؛ وذلك بمشاهدة ما ينقل إلينا من مقاطع مصورة مهما كانت بشعة، وقراءة ما تقع عليه أيدينا من قصص وروايات وأخبار كتبها الناجون من المحرقة الباطنية لأهل السنة؛ فإننا نحتاج إلى شحن نفسي غضبي هائل حتى إذا انفجر في مواجهة الباطنيين أثخنا فيهم، وثأرنا لديننا ولأمتنا المستباحة؛ فإن المواجهة العامة مع الباطنيين تكاد تكون قدرا محتوما، وواقعا أكيدا لا مفر منه، والغرب يطبخها على نار هادئة، والباطنيون لن يتراجعوا عن مشروعاتهم وهم يرون الغرب يمكن لهم في بلاد المسلمين، وليقل الغرب والليبراليون والتنويريون: إننا طائفيون؛ فإن هذا الوصف التخديري لم يُنج من تحرز منه من أهل العراق والشام لما دارت رحى الباطنية تطحنهم.
حدثني طبيب شامي فاضل أن من دخلوا الشام من فيلق بدر، وجيش المهدي، وحزب الله في لبنان، وجيش القدس في إيران، أشد عنفا في التعاطي مع السوريين، وأكثر حقدا من النصيريين، ويفعلون من تعذيب أهل السنة، واغتصاب نسائهم وأطفالهم، والتلذذ بصياحهم وصراخهم ما يعجز عن فعله النصيري.
وحدثني آخر أن النصيري يقبل أن يغتصب الفتاة متوارية عن أهلها، أما الرافضي فلا يهنأ باغتصاب البنت إلا أمام والديها وإخوتها، ولا باغتصاب الزوجة إلا أمام زوجها وأولادها، وحدثني أن جمعا من الرافضة دخلوا بيت أسرة فأمر قائدهم الزوجة أن تتعرى أمام زوجها وأولادها ليغتصبها أمامهم، فأكبت الزوجة المسكينة على حذائه تقبله وتلثمه بفمها متوسلة إليه راجية أن يتوارى بها في غرفة أخرى، وأنها مقابل ذلك ستمتعه أكثر من لو أنه اغتصبها أمام زوجها وأولادها، فرفض الكلب ذلك؛ لأنه في واقع الأمر لا يريد المتعة، وإنما يريد تحطيم أتباع الصحابة رضي الله عنهم بالذل والإهانة.
أيها القراء المكلومون في إخوانكم: هل تعلمون لم كان الرافضي الإمامي أشد ضراوة على أهل السنة من النصيري؟ ولم كان أكثر تفننا في اختراع سبل الانتقام من أهل السنة؟!
إنه الغضب الذي غُذي به منذ ولد، وهو يسمع النوح على الحسين رضي الله عنه، ويترنم بالمراثي، ويرى في عاشوراء شعائر التغبير والتطبير، وإسالة الدماء من الرؤوس، والضرب بالسلاسل، واختراع القصص في معاناة آل البيت، والبكائيات في ظلم الشيعة بيد النواصب أهل السنة، فكان الرافضي إذا تمكن من السني تفنن في الانتقام منه، لأن قلبه مملوء بالغضب والحقد عليه بينما أهل السنة يُخدرون بشعارات الأخوة والإنسانية، ويخوفون من الطائفية.
أيها القراء الكرام من أهل السنة: كأني أراكم تكفكفون دموعكم من بعض ما علمتم، فإني أعزم عليكم أن تعيشوا مع مآسي إخوانكم بقراءة كل ما يصل إليكم عنهم، وأن لا يكون طول وقت المأساة صارفا لكم عنها، ولا مخففا من آلامها؛ فإن إخوانكم يُذبحون في كل لحظة، وتغتصب نساؤهم في كل لحظة، ويعذب أطفالهم في كل لحظة، وفي كل لحظة قصص جديدة لمآسٍ أليمة.
وأعزم عليكم يا أهل الشام، ومن لهم بهم صلة، ومن يعملون في مخيمات اللاجئين: أن تنقلوا إلينا آلاف القصص المأساوية التي حضرها الناجون وشاهدوها؛ لتحفظ في ذاكرة الأمة وتاريخها عن أفعال الباطنيين، ومعاملتهم لأهل السنة.. اكتبوا كل شيء وانشروه، ولا تحتقروا قصة أو خبرا مهما كان صغيرا؛ فإن هذا الحادث الجلل إذا انتهى نسي الناس ما حصل فيه، ولم يبق منه إلا ما تم تدوينه وتوثيقه.
ولولا تدوينات المؤرخين الصليبيين: فوشيه الشارتري، وريموند الأجيولري، ووليم الصوري، والفارس المجهول، وكتابتهم أوصافا تفصيلية لما فعله الصليبيون بالمسلمين في بيت المقدس على وجه التباهي والمفاخرة لما عرفنا جرائمهم؛ ولما عير العالم بها الغرب إلى يومنا هذا؛ ولما كانت حجةُ المسلمين على الغربيين في هذا الشأن قوية؛ فإن الأمم يغزو بعضها بعضا، ولا يمثل ذلك عارا، لكن الأوصاف التفصيلية التي فعلها الصليبيون بالمسلمين وأطفالهم ونسائهم أحلت اللعنة بالكاثوليك إلى يومنا هذا، حتى إن الأرثوذكس والبروتستانت يعيرونهم بما فعلوا في أنطاكية وبيت المقدس.
ولولا توثيق الفرنسي اليهودي امنون كابليوك مذبحة صبرا وشاتيلا عبر مشاهداته، وسماعه أقوال الشهود ممن نجوا من المذبحة من الفلسطينيين واللبنانيين، وهو ممن دخلوا المخيم فور المذبحة، ووثق ذلك في كتابه (تحقيق في مجزرة).. لولا توثيقه لما علمنا عن القصص المروعة التي فعلتها الكتائب اللبنانية النصرانية وحزب أمل الباطني بحماية ومعونة الجيش الإسرائيلي والجيش السوري.
وتوثيق جرائم الباطنيين سهلة الآن مع وسائل الاتصال الحديثة، وتنوعها وسرعة تناقلها بالهواتف الذكية والبريد الألكتروني وغيرها، وهي وسائل فعالة لملئ قلوب المسلمين غضبا على الباطنيين، وتعاهد هذا الغضب بالقصص المتكررة؛ كيلا تخبو ناره، أو تبرد حرارته، ولو كان الغضب على الباطنيين في زمننا يشترى بمال لوجب على المسلمين أن يشتروه.
السبت 29/5/1433



إبراهيم بن محمد الحقيل

ما الحكمة من في أن ريح الغيبة و نتنها كانت تتبين على عهد رسول الله و لا تتبين في يومنا هذا؟


لأن الغيبة كثرت في يومنا , فامتلات الأنوف منها , فلم تتبين الرائحة , و هي النتن , و يكون مثال هذا مثال رجل دخل دار الدباغين , لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة , و أهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام و يشربون الشراب , و لا تتبين لهم الرائحة, لأنه قد امتلأت أنوفهم منها, كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا
تنبيه الغافلين

الخميس، 24 مايو 2012

ساحرة وثنية تنصح أهل قريتها بدخول الإسلام ليشفوا، وترفض أموال القسّيسين لتتوقف عن نصيحتها

قال د . عبد الرحمن السميط : حدث مرّة أن زرنا قرية اسمها " كلتشا " ( في كينيا )، فسمعنا أن فيها ساحرة عجوزاً يأتيها الناس من كل حدب وصوب للعلاج فتعالجهم بما عندها، فإذا لم يستجب المريض لدوائها نصحته هو وأهله باعتناق الإسلام – رغم أنها وثنية – لاعتقادها أن فيه العلاج الناجع، فكان سحرها الباطل سبباً في الموعظة التي دخل بها العشرات إلى الإسلام !فلمّا سمع بها القسس الأوروبيون، زاروها وقدّموا لها الهدايا والأموال، ووعدوها بأكثر من ذلك إذا اقتصرت في علاجها على ما عندها من أدوية ورقى، على أن لا توصي أي شخص بعد ذلك باعتناق الإسلام، لكنها رفضت وردَّت عليهم عطاياهم وأموالهم قائلة لهم : إن الله سيزيل عنّي كل خير وكرامة إنْ قبِلْتُ هديّتكم .
"
مجلة الكوثر " – عدد جمادى الثانية 1433 هـ / أيار 2012 م

الثلاثاء، 22 مايو 2012

من قصص التمكين نتيجة الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال عمر بن أحمد ابن العديم ( ت 660 هـ ) في " بغية الطلب من تاريخ حلب " : أخبرني أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن أبي الكرم بن المعلى السنجاري، قال : أخبرني أبي، قال : كان بالموصِل رجلٌ من أهل الصلاح ينكر المنكر أين رآه، فإنْ رأى خمراً أراقه أو رأى جنكاً أو عوداً كسره، فيُضرب على ذلك، فيجلس في بيته ويداوي أثر الضرب ثم يخرج، فإنْ رأى منكراً أنكره على عادته، فيُضرب ضرباً عنيفاً، فيجلس في البيت على العادة ويداوي نفسه إلى أن يبرئ، ويخرج وينكر على عادته، فاتفق يوماً من الأيام أنْ خرج فنظر إلى دجلة وزنكي بن آق سنقر راكب في شبارة وعنده مغنية تغني وهو يشرب وعنده جماعة، فنزع ذلك الرجل ثيابه وسبح وجاء إلى الشبارة التي فيها زنكي، فعلق يده فيها ليصعد، فقال بعض من مع زنكي : أأضرب يده بالسيف ؟ فقال : لا، اتركه، فتعلّق وصعد فجلس، فأشار ذلك الشخص إلى زنكي : أأضربه ؟ فقال : لا، اتركه، فقعد في الشبارة وأخذ الجنك وقطع أوتاره، ثم أخذ الأقداح وصبّها في دجلة وغسلها بالماء وتركها في الشبارة وألقى جميع ما ثم من الخمر في الماء وغسل الآنية وتركها، ثم مد يده إلى إزار المغنية فأخذها وسترها به، ثم ألقى بنفسه في دجلة وسبح وعبر ولم يكلمه زنكي كلمة، وأما زنكي فإنه لما سبح ذلك الرجل وعبر قال : نرجع وندخل إلى دورنا فليس لنا في هذا اليوم اشتغال بما كنا فيه، وأمر الملّاحين فأتوا بالشبارة إلى داره فنزل فيها، قال : وأما الرجل الذي كان ينكر فكان بعد ذلك إذا أنكر المنكر لا يتجاسر أحد على ضربه، وإذا رأوه مقبلاً لينكر عليهم انهزموا منه واختفوا من طريقه، ولما مات غلِّقت أسواق الموصل لحضور جنازته رحمه الله .

الجمعة، 18 مايو 2012

صُيود مقيّده " 12 "

قال ابن القيم :
(
وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل وسنته التي لا تتحول أن يُلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويُلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض وما هو اللائق به

============ ========= ===

قال ابن الجوزي 
.
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر

============ ========= ===

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- " ولهذا نجد مَن أكثرَ من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما يكرهه.."

============ ========= ===

قال شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري الهروي _رحمه الله تعالى _ :"عُرضت على السيف خـمس مرّات، لا يقال لي: ارْجع عن مذهبك، لكن اسكتْ عمن خالفك، فأقول: لا أسكت.[السير( 18/509)]

============ ========= ===

{
مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون}

============ ========= ===

الكلمة الواحدة يقولها لها اثنان، يريد بها أحدهما: أعظم الباطل، ويريد بها الآخرة محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه وما يدعو إليه ويناظر عليه. [مدارج السالكين: 3 – 543].

============ ========= ===

كلما جدّ العبد في الاستقامة والدعوة إلى الله، كلما جدّ العدو في إغراء السفهاء به. [ مدارج السالكين: 2 – 248].

============ ========= ===

في مسألة سكوت العلماء عن بيان الحق، قال الإمام أحمد: "إذا أجاب العالم تُقية والجاهل بجهل فمتى يتبين الحق". الآداب الشرعية [1 – 183].

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله علمت كلبك فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك وخوفا من سطوتك وكم علمك معلم الشرع وانت لا تقبل.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله ما مضى من الدنيا احلام وما بقي منها اماني والوقت ضائع بينهما.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله اعرف قدر ما ضاع وابك بكاء من يدري مقدار الفائت.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله لو تخيلت قرب الاحباب لأقمت المأتم على بعدك.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله انما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل فاذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل الى مقصده؟!

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.

============ ========= ===

 
أعلى الهمم همة من استعد صاحبها للقاء الحبيب.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك ، غير ان عين الهوى عمياء.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله اني لا غني بي عنك طرفة عين وليس لي من اعوذ به وألوذ به غير سيدي الذي انا عبده.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله الرضا سكون القلب تحت مجاري الاحكام.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله قسوة القلب من اربعة اشياء اذا جاوزت قدر الحاجة : الاكل والنوم والكلام والمخالطة.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله القلوب آنية الله في ارضه ، فأحبها اليه سبحانه : أرقها واصلبها واصفاها.

============ ========= ===

 
النعم ثلاث : نعمة حاصلة يعلم بها العبد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة هو فيها لا يشعر بها.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله سبحان الله تزينت الجنة للخطاب فجدوا في تحصيل المهر وتعرف رب العزة الى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وانت مشغول بالجيف.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله السير في طلبها (أي الدنيا) سير في ارض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه آلامها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله وقع ثعلبان في شبكة فقال احدهما للآخر : أين الملتقى بعد هذا ؟! فقال : بعد يومين في الدباغة.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله كن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وان أطعمت أطعمت طيبا وان سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله البخيل فقير لا يؤجر على فقره.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله لو سخرت من كلب لخشيت ان أحول كلبا.

============ ========= ===

 
قال ابن القيم رحمه الله وما منكم الا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة الى اهلها.

============ ========= ===


قال ابن القيم رحمه الله لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم.

============ ========= ===

باذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.

============ ========= ===

لا مروءة لمن لا دين له.

============ ========= ===

العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.

============ ========= ===

لإبليس في ذم الرياء حيلة .. وذلك بان تمتنع عن فعل الخير خوف أن يظن بك الرياء.
============ ========= ===

قَال إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا سَمِعَ شَيْئًا مِنْ آدَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِهِ .

============ ========= ===

قال سفيان الثوري : إن استطعت ألاَّ تَحُكّ رَأسَك إلاَّ بِأثر ، فافْعَل

============ ========= ===
" دَعُوا السُنَّة تمضي لا تَعْرِضُوا لها بالرأي " إحكام الأحكام : ابن حزم رحمه الله ، ص789 .
============ ========= ===

(" ونُنزّل من القران ") قال ابن القيم: الأظهر أن " من" لبيان الجنس، فالقران جميعه شفاء ورحمه للمؤمنين
============ ========= ===


قال ابن تيمية: والاحتياط حسن، ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة السنة، فإذا أفضى إلى ذلك، فالاحتياط ترك هذا الاحتياط.

============ ========= ===

قال الشافعي: أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا:عن أحوالهم في تزويجهم؟فما منهم أحد قال:إنه رأى خيرا!- قلت:بشرك الله بالخير يا الشافعي:)