بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يونيو 2012

صُيود مقيّده " 16 "

قال تعالى (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) قال قتادة هو الذي كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك دين ولا ورع
============ ========= ===

قال ابن القيم :
( قال ابن تيمية : إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه؛
فإن الرب تعالى شكور)
============ ========= ===

قال ابن القيم - رحمه الله - :
إنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه ؛ إذا قهر شهوته وهواه
============ ========= ===

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
"ولو فرغ العبد المحل (أي القلب) وهيأه وأصلحه لرأى العجائب،
فإن فضل الله لا يرده إلا المانع الذي في العبد، فلو زال المانع لسارع إليه الفضل من كل صـــوب"
============ ========= ===


قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
والذي يعين على اغتنام الزمان, الانفراد والعزلة مهما أمكن, والاختصار على السلام
أو حاجة مهمة لمن يلقى,
وقلة الأكل فإن كثرته سبب النوم الطويل وضياع الليل, ومن نظر في سير السلف,
وآمن بالجزاء بان له ما ذكرته.
============ ========= ===


سئل الداراني فقيل له:
ما أعظم عمل يتقرب به العبد إلى الله؟
فبكــى رحمه الله ثم قال:
( أن ينـظــر الله إلى قلبـك فيـرى أنـك لا تـريـد من الدنيــا
( والآخـرة إلا هـــو
============ ========= ===


( كان أبو هريرة رضي الله عنه يتعوذ في سجوده أن يزني أو يسرق أو يكفر أو يعمل كبيرة
فقيل له : أتخاف ذلك ؟
فقال : ما يؤمنني وإبليس حي
ومصرف القلوب يصرفها كيف يشاء ؟ )

============ ========= ===

سئل ابن عمر رضي الله عنهما :
هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال :
( نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال )

============ ========= ===

قال أبو العباس بن عطـاء:
أدنِ قلبـك من مجـالسـة الذاكريـن لعله ينتبـه من غـفـلـته, وأقـم شخصـك في خـدمـة الصـالحـين؛

لعله يتـعود ببـركتـها طـاعـة رب العالـمين

============ ========= ===


يقول ابن القيم:
"لا تستصعب مخالفة الناس, والتحيز إلى الله ورسوله, ولو كنت وحدك ,,,
فإن الله معك, وأنت بعينه وحفظه لك, وهو تعالى يمتحن يقينك وصبرك ,,, "

============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
اصــدق مع الله, فإذا صدقــت عشــت بين عطـفه ولطـفه,
فعطفـه يقيـك ما تـحذره, ولطـفه يرضـيك بما يقـدره
============ ========= ===

عن الشافعـي أنّــه قــال:
مـا أحد إلا وله محـب ومبغـض؛ فإن كان لا بد من ذلك :
فـلـيـكـن الـمـرء مـع أهــل طــاعــة الله عــزّ وجــل.

============ ========= ===

قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
" العمل من أجل الناس شرك .. وترك العمل من أجل الناس رياء ... والإخلاص أن يعافيك الله منهما "
============ ========= ===

قال ابن عمر رضي الله عنه :
( لا يكون الرجل من العلم بمكان ، حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه
ولا يبتغي بالعلم ثمنا )
============ ========= ===


قال سفيان الثوري يومـاً لأصحابه أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان، أكنتم تتكلمون بشيء ؟
قالوا : لا ..
قال : فإن معكم من يرفـع الحـديث إلى الله عز وجل ..
============ ========= ===


قال معاذ ببن جبل رضي الله عنه :
ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ولا الجهاد في سبيل الله عزوجل ؟
قال ولا إلى أن يضرب بسيفه حتى ينقطع
لأن الله عز وجل يقول في كتابة :
( ولذكر الله أكبر )
============ ========= ===


يقول ابن القيم -رحمه الله- عن الرضا :
"هو باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا" !
============ ========= ===

كان داود الطائي يقول : يا داود ، كنت في الشبيبة فاسقاً ، فلما شبت صرت مرائياً ، والمرائي شر من الفاسق
============ ========= ===


قال ابن القيم : سبحان الله ! في النفس : كِبَر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقِحة هامان ، وهوى بلعام ،وحيل أصحاب السبت وتمرد الوليد ، وجهل أبي جهل . وفيها من أخلاق البهائم : حرص الغراب ، وشره الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجُعَل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفَّة الفراش ، ونوم الضبع . فسلم المبيع قبل أن يتلف في يدك فلا يقبله المشتري، قد علم المشتري بعيب السلعة قبل أن يشتريها، فسلمها و لك الأمان من الرد‏.‏ قدر السلعة يعرف بقدر مشتريها والثمن المبذول فيها والمنادي عليها، فإذا كان المشتري عظيماً والثمن خطيراً والمنادي جليلاً كانت السلعة نفيسة‏.‏

============ ========= ===

( وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً واجنبني وبني أن نعبد الاصنام )كيف يخاف ابراهيم وهو الذي كسرها ؟ اللهم ثبت قلوبنا على دينك
============ ========= ===

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }الأعراف138
بعد تلك الآية كيف يتزلزل التوحيد ؟
انها النفس
============ ========= ===

قال أحمد بن حفص دخلت على والد الإمام البخاري وهو يحتضر فقال لاأعلم من مالي درهما من حرام ولا من شبهة قال أحمد : فتصاغرت إليّ نفسي
============ ========= ===

فمن أراد الخلاص لنفسه ، تثبت حتى يتضح له الطريق ، ومن تساهل رمته أيدى الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله .اهـ (الاعتصام للشاطبي)

============ ========= ===

قال ابن رجب :" ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . كلمة الإخلاص ص31
============ ========= ===

قال بشر الحافي: " ما أكثر الصالحين , وما أقل الصادقين ".
============ ========= ===

قال ابن المبارك - رحمه الله -: "لو كنتُ مُغتابًا أحدًا، لاغتبتُ والديَّ؛ لأنهما أحقُّ الناس بحسناتي !
============ ========= ===

قال حكيم : إن تعبت في البر فإن التعب يزول والبر يبقى، وإن تلذذت بالإثم فإن اللذة تزول ويبقى الإثم
============ ========= ===

قال النيسابوري في تفسيره: وكانت الطرقات في أيام السلف (وقت السحر) وبعد الفجر [غاصة] بالمبكرين إلى صلاة الجمعة يمشون (بالسرج) !
============ ========= ===
قال ابن رجب ليس شرط المحب لله العصمة ولكن شرط المحب لله هو أنه كلما زل تاب ورجع ولله عناية بمن يحبه وهو يأخذ بيده من الزلات
============ ========= ===

عن الفضل بن عياض : في قوله تعالى : (ولا تقتلوا أنفسكم)؛ قال: لا تغفلوها عن (ذكر الله) ؛ فإن من أغفلها عن ذكر الله فقد [قتلها].!
============ ========= ===

قال ابن القيم :" كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وجار لا يأمنه، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه، وعدو لا ينام عن معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مرد، وشهوة غالبة له، وغضب قاهر، وشيطان مزين، وضعف مستولٍ عليه، فإن من تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة " [ الفوائد ]
============ ========= ===

حكم العائن إذا كان يؤذي الناس؟

لا يتوقف أذى العائن على الرؤية والمشاهدة بل إذا وصف له الشيء الغائب عنه وصل إليه أذاه والذنب لجهل المعين وغفلته وغرته عن حمل سلاحه كل وقت فالعائن لا يؤثر في شاكي السلاح كالحية إذا قابلت درعا سابغا على جميع البدن ليس فيه موضع مكشوف فحق على من أراد حفظ نفسه وحمايتها أن لا يزال متدرعا متحصنا لابسا أداة الحرب مواظبا على أوراد التعوذات والتحصينات النبوية التي في القرآن والتي في السنة وإذا عرف الرجل بالأذى بالعين ساغ بل وجب حبسه وإفراده عن الناس ويطعم ويسقي حتى يموت ذكر ذلك غير واحد من الفقهاء ولا ينبغي أن يكون في ذلك خلاف لأن هذا من نصيحة المسلمين ودفع الأذى عنهم ولو قيل فيه غير ذلك لم يكن بعيدا من أصول الشرع

مدارج السالكين لابن القيم

الاثنين، 25 يونيو 2012

إطلاق اللحى كان رمز كرامة عند وجهاء نصارى لبنان قبل منتصف القرن الماضي

قال الأستاذ النصراني سلام الراسي في كتابه " حكي قرايا، وحكي سرايا " ( ص 130 / ط . نوفل ) : قبل منتصف القرن الماضي، كان وجهاء القوم في لبنان يُطلِقون لحاهم، لأنها كانت رمز كراماتهم، فإذا أرادوا تمشيط لحاهم عمدوا إلى صالونات تزيين اللحى، لأن استعمال المشط لم يكن شائعاً حتى ذلك الوقت .يُحكى أن الأمير حيدر أبو اللمع – قائمقام النصارى – في عهد القائمقاميتين، كان أول من استحضر بعض الأمشاط وأهدى بعضها إلى المقرّبين منه، فكان أحدهم إذا جلس في مجلسٍ تناول مشطه وأخذ يمشِّط لحيته به أمام الناس، فيعلم هؤلاء أنه مِن أصحاب الحظوة عند الأمير


الخميس، 21 يونيو 2012

اللهُ لطيفٌ بعبادِهِ

أخبرني أحدُ أعيانِ مدينةِ الرياضِ أنه في عام 1376 هـ ، ذهب مجموعةٌ من البحارةِ من أهلِ الجبيلِ إلى البحرِ ، يريدون اصطياد السمكِ ، ومكثوا ثلاثة أيام بلياليهنَّ لم يحصلُوا على سمكةٍ واحدةٍ ، وكانوا يصلون الصلواتِ الخمس ، وبجانبهم مجموعةٌ أخرى لا تسجدُ للهِ سجدةً ، ولا تصلّي صلاةً ، وإذا هم يصيدون ، ويحصلون على طلبِهم من هذا البحرِ ، فقال بعضُ هؤلاءِ المجموعةِ : سبحان اللهِ ! نحن نصلي للهِ عزَّ وجلَّ صلاةٍ ، وما حصلْنا على شيءٍ من الصيدِ ، وهؤلاء لا يسجدون للهِ سجدةً وها هو صيدُهم !! فوسوس لهم الشيطانُ بتركِ الصلاةِ ، فتركُوا صلاة الفجرِ ، ثم صلاة الظهرِ ، ثم صلاة العصرِ ، وبعد صلاةِ العصرِ أتوْا إلى البحرِ فصادُوا سمكةً ، فأخرجُوها وبقرُوا بطنها ، فوجدُا فيها لؤلؤةً ثمينةً ، فأخذها أحدُهم بيدِه ، وقلَّبها ونظر إليها ، وقال : سبحان اللهِ ! لما أطْعنا الله ما حصلنا عليها ، ولما عيناه حصلْنا عليها !! إن هذا الرزق فيه نظرٌ . ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحرِ ، وقال : يعوضُنا اللهُ ، واللهِ لا آخذُها وقد حصلتْ لنا بعد أن تركْنا الصلاة ، هيا ارتحلُوا بنا من هذا المكان الذي عصينا الله فيه ، فارتحلُوا ما يقاربُ ثلاثة أميالٍ ، ونزلُوا هناك في خيمتِهم ، ثم اقتربُوا من البحرِ ثانية ، فصادُوا سمكة الكنعد ، فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة في بطنِ تلك السمكةِ ، وقالوا : الحمدُ للهِ الذي رزقنا رزقاً طيباً . بعد أنْ بدؤوا يصلُّون ويذكرون الله ويستغفرونه ، فأخذوا اللؤلؤة . اهـ


عائض القرني في كتابه لاتحزن

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) قصه من كتاب لاتحزن

حدَّثنا أحدُ الفضلاءِ من العُبَّادِ : أنه كان بأهلِه في الصحراءِ ، في جهةِ الباديةِ ، وكان عابداً قانتاً منيباً ذاكراً للهِ . قال : فانقطعتْ المياهُ المجاورةُ لنا ، وذهبتُ ألتمسُ ماءً لأهلي ، فوجدتُ أن الغدير قد جفَّ ، فعُدتُ إليهم ، ثم التمسْنا الماء يمْنةً ويسْرَةً ، قلم نجدْ ولو قطرةً ، وأدركنا الظمأُ ، واحتاج أطفالي للماء ، فتذكرتُ ربَّ العزةِ - سبحانه- القريب المجيب ، فقمتُ فتيمَّمتُ ، واستقبلتُ القبلة وصلَّيتُ ركعتين ، ثم رفعتُ يديَّ وبكيتُ ، وسالتْ دموعي ، وسألتُ الله بإلحاحٍ ، وتذكرتُ قوله : * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ.....* الآية ، وواللهِ ما هو إلا أن قمتُ من مقامي ، وليس في السماء من سحاب ولا غيْم ، وإذا بسحابة قد توسَّطتْ مكاني ومنزلي في الصحراءِ ، واحتكمتْ على المكان ، ثم أنزلتْ ماءها ، فامتلأتِ الغدرانُ من حولِنا وعن يميننا وعن يسارِنا ، فشرْبنا واغتسْلنا وتوضأنا ، وحمدْنا الله سبحانه وتعالى ، ثم ارتحلتُ قليلاً خلْف هذا المكان ، وإذا الجدْبُ والقحطُ ، فعلمتُ أن الله ساقها لي بدعائي ، فحمدتُ الله عزَّ وجلَّ : * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ * .
إنه لابدَّ أن نلحَّ على اللهِ سبحانه وتعالى ، فإنه لا يُصْلِحُ الأنفس ، ولا يرزقُ ولا يهدي ، ولا يوفِّقُ ولا يثبِّتُ ، ولا يعينُ ولا يغيثُ ، إلاَّ هو سبحانه وتعالى . واللهُ ذكَرَ أحدَ أنبيائه فقال : * وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ *

الأحد، 17 يونيو 2012

صُيود مقيّده " 15 "


(‏إذا ضاقت بك الدنيا ... ففكّر في "ألم نشرح !") ** (فعسرٌ بين يُسرين ... متى تذكُرهما تفرح !)


============ ========= ===
قال ابن تيميه رحمه الله الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم يبق فيها فضل للسنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث
============ ========= ===

قال ابن تيميه رحمه الله وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن واجمل منه في صغره
وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها
الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم

============ ========= ===
عن الشَّعْبِيّ ، قال : لا أدري نصف العلم .
وعن حنظلة بن أبي سفيان قال : ما رأيت عالماً قط يقول لا أدري ، أكثر من طاووس .
وعن مالك قال : جُـنَّـةُ العالم : (( لا أدري )) فإذا أغفلها أُصيبت مقاتله .
وعن مالك أنه سمع عبدالله بن يزيد بن هرمز يقول : ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول : ((لا أدري)) حتى يكون ذلك أصلاً يفزعون إليه .
قال ابن عبد البر : صح عن أبي الدرداء أن : ((لا أدري)) نصف العلم
============ ========= ===

(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) .. قال الفضيل: " لو خُيرتُ بين أن أعيش كلباً وأموت كلباً !، ولا أرى يوم القيامة!، لاخترتُ ذلك!".
============ ========= ===


قال ابن وهب: "وكلُّ ملذوذٍ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة ..! فإن لها ثلاث لذات ..! : إذا كنت فيها .. وإذا تذكرتها .. وإذا أعطيت أجرها .. !"

============ ========= ===
قال وهيب بن الورد:إن استطعـــت ألا يسبقك الى الله أحـــد فافعل
============ ========= ===

وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مُذْنِباً إِلاَّ ظَنَنْتُ أَنِّي إِلَى ذَنْبِهِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى شِرَاكِ نَعْلِهِ، لَوْلاَ رَحْمَةُ رَبِّي


أَيَا سَاكِنَ الْقَصْرِ المُوَشَّى ......... سَتُسْكِنُكَ المَنِيَّةُ بَطْنَ رَمْسِ
رَأَيْتُكَ تَذْكُرُ الدُّنْيا كَثيرَاً ........ وَكَثْرَةُ ذِكْرِهَا لِلقَلْبِ تُقْسِي
============ ========= ===


قال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله: (( إنَّا لله..! عشتُ إلى زمانٍ إنْ لم أعمل فيه بالجفاء لم يسلم ديني ))
============ ========= ===
قال مالك بن دينار –رحمه الله-:
كتب سلمان إلى أبي الدرداء إنه بلغني أنك جلست طبيباً تداوي الناس فانظر أن تقتل مسلماً فتجب لك النار
============ ========= ===

قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-:
من يأتي الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي
============ ========= ===

ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " الصلاه الصلاه"
============ ========= ===

قرأ مالك بن دينار –رحمه الله-:
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) ثم قال: أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه
============ ========= ===
قال الحسن البصري –رحمه الله-:
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز و جل يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كله
============ ========= ===

قال الحسن البصري –رحمه الله-:
أرى رجالا ولا أرى عقولا أسمع أصواتا ولا أرى أنيسا أخصب السنة وأجدب قلوبا
============ ========= ===
قال سعيد بن المسيب –رحمه الله-:
قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء
============ ========= ===

قال أيوب –رحمه الله-:
سمعت القاسم بن محمد أبي بكر
يُسأل بمنى فيقول لا أدري لا أعلم فلما اكثروا عليه قال والله ما نعلم كل ما تسألون عنه ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم
============ ========= ===

قال القاسم بن محمد أبي بكر –رحمه الله-:
ما نعلم كل ما نسأل عنه ولئن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله تعالى عليه خير له من أن يقول ما لا علم .

============ ========= ===

قال زهير الباني –رحمه الله-:
مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير فخرج على الحي قد رجل جمته ولبس حلته فقيل له ما نرضى منك بهذا وقد مات ابنك فقال أتأمروني أن أستكين للمصيبة فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا فكيف بالصلوات والهدى والرحمة
============ ========= ===

قال مطرف بن عبدالله –رحمه الله-:
لبعض إخوانه يا أبا فلان إذا كانت لك إلي حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها الي في رقعة ثم ارفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال
============ ========= ===

قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-:
إن الله ليجرع عبده المؤمن من المرارة لما يريد به من صلاح عاقبة أمره قال بكر أما رأيتم المرأة تؤجر ولدها الصبر أو قال الحضض تريد به عافيته

============ ========= ===

قال أبو عمران الجوني –رحمه الله-:
لا يغرنكم من الله تعالى طول النسيئة ولا حسن الطلب فإن أخذه أليم شديد
============ ========= ===

قال حماد بن زيد –رحمه الله-:
«غلب أيوب البكاء يوما» ، فقال: «الشيخ إذا كبر مج وغلبه فوه , فوضع يده على فيه» وقال: «الزكمة ربما عرضت»
============ ========= ===

قال حماد بن زيد –رحمه الله-:
سمعت أيوب، وقيل له: " ما لك لا تنظر في هذا - يعني الرأي - فقال أيوب: قيل للحمار ألا تجتر، فقال: أكره مضغ الباطل "

============ ========= ===


قال أيوب السختياني –رحمه الله-:
«إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي»
============ ========= ===


في قهر الهوى لذةٌ تزيد على كل لذة . ابن الجوزي
============ ========= ===


قال الحسن البصري رحمه الله : هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم
============ ========= ===

قال الحسن البصري : من لم يتأدب مع الله فوق الأرض ، أدبه الله تحت الأرض .!"
============ ========= ===

سئل يحي بن معاذ: متى يكون الرجل متوكلا ؟ فقال : إذا رضي بالله وكيلا.
============ ========= ===

قال الأوزاعي: كان السلف إذا صدع الفجر كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم حتى لو أن حميما لأحدهم قد غاب عنه حينا,ثم قدم ما التفت إليه!.
============ ========= ===

قال الامام ابن كثير [ يصعب على المبتدع أن يعيش في مكان يكثر فيه الحنابلة ] ،، كتاب البداية و النهاية
============ ========= ===

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل
============ ========= ===

قال رجلٌ لوهب بن منبه : إنّ فلاناً شَتمك ! فقال وهب : ما وجد الشيطان بريداً غيرك ! مختصر منهاج القاصدين ص١٨٤

============ ========= ===

قال ابراهيم بن أدهم:(‏نحن نسل من نسل الجنة سبانا إبليس منها بالمعصية،وحقيق على المسيء أن لا يهنأ بعيشه حتى يرجع إلى وطنه) *ربيع الأبرار(1/240)
============ ========= ===

قال ابن القيم : محبُّ الدنيا لا ينفكُّ من [ثلاثٍ] : (همٌّ لازم) و (تعبٌ دائم) و (حسرةٌ لا تنقضي) !.
============ ========= ===

قال ابن الجوزي رحمه الله : إذا وجدت ظلمة في قلبك بعد معصية ارتكبتها .. فأعلم إن في قلبك نوراً ، لولاه ما وُجدت تلك الظلمة
============ ========= ===
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)قال الثوري:نسبغ عليهم (النعم) وننسيهم (الشكر)!،وقال آخر:كلما أحدثوا(خطيئة)جددنا لهم(نعمة)وأنسيناهم (الاستغفار).!
============ ========= ===

قال "عمرو بن العاص" : لأن يسقط [ألفٌ] من (العلْيةِ)، خيرٌ مِن أن يرتفع [واحدٌ] من (السفلة)!.
============ ========= ===


قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته : إذا غضبتُ فرضِّيني ؛ وإذا غضبتُ رضَّيْتُك فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق .. روضة العقلاء ص٧٢
============ ========= ===

قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: "طريق الله طويل,ونحن نمضى فيه كالسلحفاة, وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق, ولكن الغاية أن نموت على الطريق !"
============ ========= ===

في قوله سبحانه : ( ولا تجَسَّسُوا ) قال مجاهد : خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله.. تفسير الطبري ٣٧٥/٢١
============ ========= ===

قال عمر: أخبروني من أحمق الناس ؟ قالوا: رجل باع آخرتة بدنياه فقال لهم عمر: ألا أخبركم بأحمق منه قالوا : بلى قال: رجل باع أخرته بدنيا غيره
============ ========= ===

كان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول : كل من ذكرني بسوء فهو في حل مني ..! ثم يقول ما ينفعك أن يعذب أخاك المسلم بسببك! ما أعظمها من قلوب طاهرة
============ ========= ===

قيل للحسن : نراك طويل البكاء ، قال : أخاف أن يطرحني في النار ، ولا يبالي
============ ========= ===

قال ابن الجوزي رحمة الله _ و لولا أن الدنيا دار ابتلاء , لم تخلق الأمراض و الأكدار , و لم يضيق العيش على الأنبياء و الأخيار و لقد لزق بهم البلاء و عدموا الراحة

قول النبي صلى الله عليه وسلّم عن شيطانه ( إلا أن الله أعانني عليه فأسلم )، هل هي ( فأَسْلَمَ ) أو ( فأَسْلِمُ ) ؟

قال أبو سليمان حَمَد بن محمد الخطّابي ( ت 388 هـ ) في كتابه " إصلاح غلط المحدّثين " : حديثُ يزيد بن طارق : أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ : " ما مِن أَحدٍ إلاَّ وله شَيْطانٌ، قِيلَ : ولكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ولِي، إلاَّ أنَّ الله تعالى أعانني عليه فأَسْلَمُ " ( رواه مسلم ) . عامَّة الرواةِ يقولونَ : ( فأَسْلَمَ )، على مذهبِ الفِعْلِ الماضي، يريدونَ أنّ الشيطان قد أَسْلَمَ ، إلاّ سُفيانَ بنَ عُيَيْنة ( ت 198 هـ )، فإنَّهُ يقولُ : ( فأَسْلَمُ ) أي : أَسْلَمُ من شَرِّهِ ، وكانَ يقولُ : الشيطانُ لا يُسْلِمُ . اهـ .وقال ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في كتابه " كشف المشكل من حديث الصحيحين " : قول ابن عيينة حسن، يظهر أثر المجاهدة بمخالفة الشيطان، غير أن قوله " فلا يأمرني إلا بخير " دليلٌ على إسلام الشيطان، لأن الذي نفر منه ابن عيينة وقال : لا يسلم، ينبغي أن يقع النفار منه في قوله " فلا يأمرني إلا بخير "، وقد رواه أحمد في مسنده بلفظ آخر " فلا يأمرني إلا بحق "


الأربعاء، 13 يونيو 2012

السعادة - للشيخ/ علي الطنطاوي

يحملالرجلان المتكافئان في القوة الحمل الواحد، فيشكو هذا ويتذمر؛ فكأنَّه حمل حملين، ويضحك هذا ويغنِّي؛ فكأنَّه ما حمل شيئًا.
ويمرض الرجلان المتعادلان في الجسم المرض الواحد، فيتشاءم هذا، ويخاف، ويتصور الموت، فيكون مع المرض على نفسه؛ فلا ينجو منه، ويصبر هذا ويتفاءل ويتخيل الصحة؛ فتسرع إليه، ويسرع إليها.
ويُحكم على الرجلين بالموت؛ فيجزع هذا، ويفزع؛ فيموت ألف مرة من قبل الممات، ويملك ذلك أمره ويحكِّم فكره، فإذا لم تُنجه من الموت حيلته لم يقتله قبل الموت وَهْمُه.
وهذا (بسمارك) رجل الدم والحديد، وعبقري الحرب والسِّلْم، لم يكن يصبر عن التدخين دقيقةً واحدة، وكان لا يفتأ يوقد الدخينة من الدخينة نهاره كله فإذا افتقدها خلَّ فكرُه، وساء تدبيره.
وكان يومًا في حرب، فنظر فلم يجد معه إلا دخينة واحدة، لم يصل إلى غيرها، فأخَّرها إلى اللحظة التي يشتدُّ عليه فيها الضيق ويعظم الهمُّ، وبقي أسبوعًا كاملًا من غير دخان، صابرًا عنه أملًا بهذه الدخينة، فلمَّا رأى ذلك ترك التدخين، وانصرف عنه؛ لأنه أبى أن تكون سعادته مرهونة بلفافة تبغ واحدة.
وهذا العلامة المؤرخ الشيخ الخضري أصيب في أواخر عمره بتَوَهُّمِ أن في أمعائه ثعبانًا، فراجع الأطباء، وسأل الحكماء؛ فكانوا يدارون الضحك حياءً منه، ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود، ولكن لا تقطنها الثعابين، فلا يصدق، حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب، بصير بالنفسيات، قد سَمِع بقصته، فسقاه مُسَهِّلًا وأدخله المستراح، وكان وضع له ثعبانًا فلما رآه أشرق وجهه، ونشط جسمه، وأحسَّ بالعافية، ونزل يقفز قفزًا، وكان قد صعد متحاملًا على نفسه يلهث إعياءً، ويئنُّ ويتوجَّع، ولم يمرض بعد ذلك أبدًا.
ما شفِي الشيخ لأنَّ ثعبانًا كان في بطنه ونَزَل، بل لأن ثعبانًا كان في رأسه وطار؛ لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمة، وإن في النفس الإنسانية لَقُوًى إذا عرفتم كيف تفيدون منها صنعت لكم العجائب.
تنام هذه القوى، فيوقظها الخوف أو الفرح؛ ألَمْ يتفق لواحد منكم أن أصبح مريضًا، خامل الجسد، واهِيَ العزم لا يستطيع أن ينقلب من جنب إلى جنب، فرأى حيَّة تقبل عليه، ولم يجد مَنْ يدفعها عنه، فوثب من الفراش وثبًا، كأنَّه لم يكن المريض الواهن الجسم؟ أو رجع إلى داره العصر وهو ساغب لاغب، قد هَدَّه الجوع والتعب، لا يبتغي إلا كُرْسِيًّا يطرح نفسه عليه، فوجد برقية من حبيب له أنه قادم الساعة من سفره، أو كتابًا مستعجلًا من الوزير يدعوه إليه؛ ليرقي درجته، فأحسَّ الخفة والشبع، وعدا عدوًا إلى المحطة، أو إلى مقرِّ الوزير؟
هذه القوى هي منبع السعادة تتفجر منها كما يتفجر الماء من الصخر نقيًّا عذبًا، فتتركونه وتستقون من الغدران الآسنة، والسواقي العكرة !
يا أيها القراء: إنكم أغنياء، ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها، فترمونها؛ زهدًا فيها، واحتقارًا لها.
يُصاب أحدكم بصداع أو مغص، أو بوجع ضرس، فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛ فلماذا لم يرها لما كان صحيحًا بيضاء مشرقة؟ ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها؛ فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟
لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقدها؟
لماذا يبكي الشيخ على شبابه، ولا يضحك الشاب لصباه؟
لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنَّا، ولا نُبْصِرها إلا غارقة في ظلام الماضي، أو مُتَّشحةً بضباب المستقبل؟
كلٌّ يبكي ماضيه، ويحنُّ إليه؛ فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيًا؟
أيها السادة والسيدات: إنا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟ ألا تعرفون قصة الملك المريض الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام، فلا يستطيع أن يأكل منها شيئًا، لما نَظَر مِن شباكه إلى البستاني وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود، يدفع اللقمة في فمه، ويتناول الثانية بيده، ويأخذ الثالثة بعينه، فتمنَّى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانيًّا.
فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار؟...
أما تعرفون قصة الرجل الذي ضلَّ في الصحراء، وكاد يهلك جوعًا وعطشًا، لما رأى غدير ماء، وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير، وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرًا أو خبزًا يابسًا، فلما رأى ما فيه، ارتدَّ يأسًا، وسقط إعياءً، لقد رآه مملوءًا بالذهب !
وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر، فزعموا، أنه سأل ربَّه أن يحوِّل كلَّ ما مسَّته يده ذهبًا، ومسَّ الحجر فصار ذهبًا؛ فكاد يجنُّ مِن فرحته؛ لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا، وعمد إلى طعامه؛ ليأكل، فمسَّ الطعام، فصار ذهبًا وبقي جائعًا، وأقبلت بنته تواسيه، فعانقها فصارت ذهبًا، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه بنته وسُفرته، وأن يبعد عنه الذهب!
وروتشلد الذي دخل خزانة ماله الهائلة، فانصفق عليه بابها، فمات غريقًا في بحر من الذهب.
يا سادة: لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبًا كثيرًا؟ أليس البصر من ذهب، والصحة من ذهب، والوقت من ذهب؟ فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة؟
كلَّفتني المجلة بهذا الفصل من شهر، فما زلت أماطل به، والوقت يمرُّ، أيامه ساعات، وساعاته دقائق، لا أشعر بها، ولا أنتفع منها، فكأنها صناديق ضخمة خالية، حتى إذا دنا الموعد ولم يبق إلا يوم واحد، أقبلت على الوقت أنتفع به، فكانت الدقيقة ساعة، والساعة يومًا، فكأنها العلب الصغيرة المترعة جوهرًا وتبرًا، واستفدت من كلِّ لحظة حتى لقد كتبت أكثره في محطة ( باب اللوق ) وأنا أنتظر الترام في زحمة الناس، وتدافع الركاب، فكانت لحظة أبرك عليَّ من تلك الأيام كلِّها، وأسفت على أمثالها، فلو أنِّي فكرت كلَّما وقفت أنتظر الترام بشيء أكتبه، وأنا أقف كل يوم أكثر من ساعة متفرِّقة أجزاؤها لربحت شيئًا كثيرًا.
ولقد كان الصديق الجليل الأستاذ الشيخ بهجة البيطار يتردد من سنوات بين دمشق وبيروت، يعلم في كلية المقاصد وثانوية البنات، فكان يتسلَّى في القطار بالنظر في كتاب ( قواعد التحديث) للإمام القاسمي، فكان من ذلك تصحيحاته وتعليقاته المطبوعة مع الكتاب.
والعلامة ابن عابدين كان يطالع دائمًا، حتى إنه إذا قام إلى الوضوء أو قعد للأكل أمر من يتلو عليه شيئًا من العلم فأَلَّف (الحاشية).
والسَّرَخْسي أَمْلَى وهو محبوس في الجبِّ، كتابه (المبسوط) أَجَلَّ كتب الفقه في الدنيا.
وأنا أعجب ممن يشكو ضيق الوقت، وهل يُضَيِّق الوقت إلا الغفلة أو الفوضى؛ انظروا كم يقرأ الطالب ليلة الامتحان، تروا أنَّه لو قرأ مثله لا أقول كلَّ ليلة، بل كلَّ أسبوع مرة لكان عَلَّامَة الدنيا، بل انظروا إلى هؤلاء الذين ألَّفوا مئات الكتب كابن الجوزي والطبري والسيوطي، والجاحظ، بل خذوا كتابًا واحدًا كـ(نهاية الأرب)، أو (لسان العرب)، وانظروا، هل يستطيع واحد منكم أن يصبر على قراءته كله، ونسخه مرة واحدة بخطِّه، فضلًا عن تأليف مثله من عنده؟
والذهن البشري، أليس ثروة؟ أما له ثروة؟ أما له ثمن؟ فلماذا نشقى بالجنون، ولا نسعد بالعقل؟ لماذا لا نمكِّن للذهن أن يعمل، ولو عمل لجاء بالمدهشات؟
لا أذكر الفلاسفة والمخترعين، ولكن أذكِّركم بشيء قريب منكم، سهل عليكم هو الحفظ، إنكم تسمعون قصة البخاري لمَّا امتحنوه بمائة حديث خلطوا متونها وإسنادها، فأعاد المائة بخطئها وصوابها، والشافعي لمَّا كتب مجلس مالك بريقه على كفه، وأعاده من حفظه، والمعرِّي لما سَمِع أرْمَنِيَّيْنِ يتحاسبان بِلُغَتهما، فلما استشهداه أعاد كلامهما وهو لا يفهمه، والأصمعي وحمَّاد الراوية وما كانا يحفظان من الأخبار والأشعار، وأحمد وابن معين وما كانا يرويان من الأحاديث والآثار، والمئات من أمثال هؤلاء؛ فتعجبون، ولو فكَّرتم في أنفسكم لرأيتم أنكم قادرون على مثل هذا، ولكنكم لا تفعلون.
انظروا كم يحفظ كلٌّ منكم من أسماء الناس، والبلدان، والصحف، والمجلات، والأغاني، والنكات، والمطاعم، والمشارب، وكم قصة يروي من قصص الناس والتاريخ، وكم يشغل من ذهنه ما يمرُّ به كلَّ يوم من المقروءات، والمرئيات، والمسموعات؛ فلو وضع مكان هذا الباطل علمًا خالصًا، لكان مثل هؤلاء الذين ذكرت.
أعرف نادلًا كان في (قهوة فاروق) في الشام من عشرين سنة اسمه (حلمي) يدور على رواد القهوة- وهم مئات- يسألهم ماذا يطلبون: قهوة، أو شايًا، أو هاضومًا (كازوزة أو ليمونًا) والقهوة حلوة ومرة، والشاي أحمر وأخضر، والكازوزة أنواع، ثم يقوم وسط القهوة، ويردد هذه الطلبات جهرًا في نَفَسٍ واحد، ثم يجيء بها، فما يخرم مما طلب أحد حرفًا !
فيا سادة: إن الصحة والوقت والعقل، كلُّ ذلك مال، وكلُّ ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد.
وملاك الأمر كلِّه ورأسه الإيمان، الإيمان يُشبع الجائع، ويُدفئ المقرور، ويُغني الفقير، ويُسَلِّي المحزون، ويُقوِّي الضعيف، ويُسَخِّي الشحيح، ويجعل للإنسان من وحشته أنسًا، ومن خيبته نُجحًا.
وأن تنظر إلى من هو دونك، فإنك مهما قَلَّ مُرَتَّبك، وساءت حالك أحسن من آلاف البشر ممن لا يقلُّ عنك فهمًا وعلمًا، وحسبًا ونسبًا.
وأنت أحسن عيشة من عبد الملك بن مروان، وهارون الرشيد، وقد كانا مَلِكَي الأرض.
فقد كانت لعبد الملك ضرس منخورة تؤلمه حتى ما ينام منها الليل، فلم يكن يجد طبيبًا يحشوها، ويلبسها الذهب، وأنت تؤلمك ضرسك حتى يقوم في خدمتك الطبيب.
وكان الرشيد يسهر على الشموع، ويركب الدوابَّ والمحامل، وأنت تسهر على الكهرباء، وتركب السيارة، وكانا يرحلان من دمشق إلى مكة في شهر، وأنت ترحل في أيام أو ساعات.
فيا أيها القراء: إنكم سعداء ولكن لا تدرون، سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها، سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها... سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم، سعداء إن كانت أفكاركم دائمًا مع الله، فشكرتم كل نعمة، وصبرتم على كل بَلِيَّة، فكنتم رابحين في الحالين، ناجحين في الحياتين.