بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 أغسطس 2012

قصه عجيبه في وفاء الإخوان !

قال ابن الجوزي -رحمه الله-وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا : أبو جعفر بالباب ! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له !فدخل، فقام ، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه .فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا ؟!قال: إني كنت فقيراً ، و كان هذا صديقاً ، فجئته يوماً فقلت له : أنا جائع .فقال: اجلس ، و خرج ، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال : كل .فقلت: كل معي . قال : لا. قلت : و الله لا آكل حتى تأكل معي ، فأكل فجعل الدم يجري من فمه .فقلت: ما هذا ؟!فقال : مرض .فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني .فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً ، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب ، فنزعنه و اشتريت به !فهلا أكافئ مثل هذا ؟!صيد الخاطر ( ص : 724 )

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

معنى النفاثات بين شيخي الإسلام : ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله و رضي عنهما

قال شيخ الإسلام التقيّ أحمد : ( الثالث : شر النفاثات في العقد ، و هنَّ السواحر اللواتي يتصورن بأفعال في أجسام ..) المجموع 17/536
و قال في تفسير سورة الفلق 17/507 : " ثم خص بالذكر السحر و الحسد ، فالسحر يكون من الأنفس الخبيثة ؛ لكن بالإستعانة بالأشياء ، كالنفث في العقد ، و الحسد يكون من الأنفس الخبيثة أيضا ؛ إما بالعين و إما بالظلم باللسان و اليد .و خص من السحر النفاثات في العقد ، و هن النساء ، و الحاسد الرجال في العادة ، و يكون من الرجال و من النساء ".
و أما ابن القيم فقال : " الشر الثالث : شر النفاثات في العقد ، و هذا الشر هو شر السحر ، فإن النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط و ينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر ، ....فإن قيل : فالسحر يكون من الذكور والإناث ، فلِم خص الاستعاذة من الإناث دون الذكور ؟
قيل في جوابه : إن هذا خرج على السبب الواقع ، و هو أن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلى الله عليه و سلم، هذا جواب أبي عبيدة وغيره ، و ليس هذا بسديد ؛ فإن الذي سحر النبي صلى الله عليه و سلم هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح .و الجواب المحقَّق : أن النفاثات هنا = هنَّ الأرواح و الأنفس النفاثات ،لا النساء النفاثات ؛ لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة و الأرواح الشريرة ، وسلطانه إنما يظهر منها ، فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير ، والله أعلم) البدائع 2/221-222



الاثنين، 27 أغسطس 2012

فائده تعدل رحلة "سيف الله لا يكسر و لا يقتل "

قال الأستاذ محمد الهاشمي في كتابه ( الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كما عرفته ) ص 91 : ( و في اثناء رحلة الشيخ عبد الفتاح إلى الهند سمع من الشيخ محمد يعقوب قوله : كان تمني خالد بن الوليد أن يموت شهيدا غير مستجاب ؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لقبه : سيف الله ، و سيف الله لا يكسر و لا يقتل ؛ لهذا لم تكن له الشهادة ، ففرح الشيخ بهذه الفائدة ، و قال : هذه تعدل رحلة عندي ).قلت : أنعم بها من فائدة ، و من تدبر ما قاله الشيخ الهندي ، تبين له صحة قوله

الأحد، 26 أغسطس 2012

هل الأجر و الثواب على قدر المشقة ؟



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( قول بعض الناس الثواب على قدر المشقة = ليس بمستقيم على الإطلاق ، كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة التى لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات ومثل التعمق والتنطع الذى ذمه النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال (هلك المتنطعون ) وقال ( لو مد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم ) مثل الجوع أو العطش المفرط الذي يضر العقل والجسم ويمنع أداء واجبات أو مستحبات أنفع منه ، وكذلك الاحتفاء والعري و المشي الذي يضر الإنسان بلا فائدة ، مثل حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم و أن يقوم قائما و لا يجلس ولا يستظل ولا يتكلم فقال النبي: ( مروه فليجلس و ليستظل وليتكلم وليتم صومه ) .رواه البخارى ، و هذا باب واسع .و أما الأجر على قدر الطاعة فقد تكون الطاعة لله ورسوله فى عمل ميسر كما يسر الله على أهل الإسلام الكلمتين ، و هما أفضل الأعمال ، و لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).أخرجاه فى الصحيحين .ولو قيل ( الأجر على قدر منفعة العمل وفائدته ) =لكان صحيحا اتصاف الأول باعتبار تعلقه بالأمر ، و الثانى باعتبار صفته فى نفسه .والعمل تكون منفعته وفائدته تارة من جهة الأمر فقط ، وتارة من جهة صفته فى نفسه ، وتارة من كلا الأمرين فبالإعتبار الأول ينقسم إلى طاعة ومعصية وبالثانى ينقسم إلى حسنة وسيئة والطاعة والمعصية إسم له من جهة الأمر والحسنة والسيئة إسم له من جهة نفسه وإن كان كثير من الناس لا يثبت إلا الأول كما تقوله الأشعرية وطائفة من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم ومن الناس من لا يثبت إلا الثانى كما تقوله المعتزلة وطائفة من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم .و الصواب إثبات الإعتبارين كما تدل عليه نصوص الأئمة وكلام السلف وجمهور العلماء من أصحابنا وغيرهم
فأما كونه مشقا فليس هو سببا لفضل العمل ورجحانه ولكن قد يكون العمل الفاضل مشقا ففضله لمعنى غير مشقته والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه وأجره فيزداد الثواب بالمشقة كما أن من كان بعده عن البيت فى الحج والعمرة أكثر يكون أجره أعظم من القريب كما قال النبى لعائشة فى العمرة أجرك على قدر نصبك ؛ لأن الأجر على قدر العمل في بعد المسافة ، و بالبعد يكثر النصب فيكثر الأجر ، وكذلك الجهاد
وقوله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأة ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران فكثيرا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب ، لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل ، ولكن ؛ لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب هذا فى شرعنا رفعت عنا فيه الآصار والأغلال ولم يجعل علينا فيه حرج ولا اريد بنا فيه العسر
وأما فى شرع من قبلنا فقد تكون المشقة مطلوبة منهم وكثير من العباد يرى جنس المشقة والألم والتعب مطلوبا مقربا إلى الله لما فيه من نفرة النفس عن اللذات والركون إلى الدنيا وإنقطاع القلب عن علاقة الجسد وهذا من جنس زهد الصابئة والهند وغيرهم ولهذا تجد هؤلاء مع من شابههم من الرهبان يعالجون الأعمال الشاقة الشديدة المتعبة من أنواع العبادات والزهادات مع أنه لا فائدة فيها ولا ثمرة لها ولا منفعة إلا ان يكون شيئا يسيرا لا يقاوم العذاب الأليم الذى يجدونه ونظير هذا الأصل الفاسد مدح بعض الجهال بأن يقول فلان ما نكح ولا ذبح وهذا مدح الرهبان الذين لا ينكحون ولا يذبحون وأما الحنفاء فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لكنى أصوم وافطر وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتى فليس منى ..)المجموع 10/620-623

السبت، 25 أغسطس 2012

سبب ارسال الامام مالك يديه في الصلاه

قال ابن عبد البر : لم يزل مالك يقبض حتى لقى الله عز وجل و ما روى عن مالك من الارسال وصار إليه بعض أصحابه فسببه كما قيل أن الخليفة المنصور ضربه على يديه فشلت فلم بستطيع ضمها إلى الأخرى لا في الصلاة ولا في غيرها ، فرآه الناس فقالوا الأمر بيّن من فعل مالك الارسال ولم يتفطنوا للسبب ومنه تعلم أن الثابت الصحيح عن مالك القول بسنية قبض اليدين في الصلاة مطلقاً ( الدين الخالص 2/221 ) .

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

قالت بناته : واللهِ لأن يأتينا نعيك، أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت القرآن مخلوق !!

قال الخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) في " تاريخ بغداد " : أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ : أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ الوراق، قَالَ : حَدَّثَنَا هيثم الدوري، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سويد الطحان، قَالَ : كنا عند عاصم بْن علي، ومعنا أَبُو عبيد القاسم بْن سلام، وإبراهيم بْن أبي الليث، وذكر جماعة، وأحمد بْن حنبل يُضْرَب ذلك اليوم، فجعل عاصم يقول : ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه؟ قَالَ : فما يجيبه أحد، قال : فقال إبراهيم بْن أبي الليث : يا أبا الحسين، أنا أقوم معك، فصاح يا غلام خفي، فقال له إبراهيم : يا أبا الحسين أبْلغ إلى بناتي فأوصيهم، وأجدد بهم عهداً، قَالَ : فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط، ثم جاء، فقال عاصم : يا غلام خفي، فقال : يا أبا الحسين، إني ذهبت إلى بناتي فبكين، قَالَ : وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط : " يا أبانا إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أَحْمَد بْن حنبل، فضربه بالسوط على أن يقول القرآن مخلوق، فاتق اللَّه، ولا تجبه إن سألك، فواللهِ لأن يأتينا نعيك، أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت " !!

الخميس، 9 أغسطس 2012

كيف يهرب الشيطان عند سماع الاذان ولا يهرب عند الصلاة و سماع القرآن؟

وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْحِكْمَة فِي هُرُوب الشَّيْطَان عِنْدَ سَمَاع الْأَذَان وَالْإِقَامَة دُونَ سَمَاع الْقُرْآن وَالذِّكْرِ فِي الصَّلَاة ، فَقِيلَ يَهْرُب حَتَّى لَا يَشْهَد لِلْمُؤَذِّنِ يَوْمَ الْقِيَامَة ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَع مَدَى صَوْت الْمُؤَذِّن جِنّ وَلَا إِنْس إِلَّا شَهِدَ لَهُ كَمَا يَأْتِي بَعْدُ ، وَلَعَلَّ الْبُخَارِيّ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ بِإِيرَادِهِ الْحَدِيث الْمَذْكُور عَقِبَ هَذَا الْحَدِيث . وَنَقَلَ عِيَاض عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ اللَّفْظ عَامٌّ وَالْمُرَاد بِهِ خَاصٌّ ، وَأَنَّ الَّذِي يَشْهَد مَنْ تَصِحّ مِنْهُ الشَّهَادَة كَمَا سَيَأْتِي الْقَوْل فِيهِ فِي الْبَاب الَّذِي بَعْدَهُ . وَقِيلَ إِنَّ ذَلِكَ خَاصٌّ بِالْمُؤْمِنِينَ فَأَمَّا الْكُفَّار فَلَا تُقْبَل لَهُمْ شَهَادَة ، وَرَدّهُ لِمَا جَاءَ مِنْ الْآثَار بِخِلَافِهِ ، وَبَالَغَ الزَّيْنُ بْن الْمُنِير فِي تَقْرِير الْأَوَّل وَهُوَ مَقَامُ اِحْتِمَالٍ ، وَقِيلَ يَهْرُبُ نُفُورًا عَنْ سَمَاع الْأَذَان ثُمَّ يَرْجِع مُوَسْوِسًا لِيُفْسِدَ عَلَى الْمُصَلِّي صَلَاتَهُ ، فَصَارَ رُجُوعه مِنْ جِنْس فِرَاره ، وَالْجَامِع بَيْنَهُمَا الِاسْتِخْفَاف . وَقِيلَ لِأَنَّ الْأَذَان دُعَاء إِلَى الصَّلَاة الْمُشْتَمِلَة عَلَى السُّجُود الَّذِي أَبَاهُ وَعَصَى بِسَبَبِهِ ، وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ يَعُود قَبْلَ السُّجُود ، فَلَوْ كَانَ هَرَبُهُ لِأَجْلِهِ لَمْ يَعُدْ إِلَّا عِنْدَ فَرَاغِهِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ يَهْرُبُ عِنْدَ سَمَاع الدُّعَاء بِذَلِكَ لِيُغَالِط نَفْسه بِأَنَّهُ لَمْ يُخَالِف أَمْرًا ثُمَّ يَرْجِع لِيُفْسِدَ عَلَى الْمُصَلِّي سَجْدَهُ الَّذِي أَبَاهُ ، وَقِيلَ إِنَّمَا يَهْرُب لِاتِّفَاقِ الْجَمِيع عَلَى الْإِعْلَان بِشَهَادَةِ الْحَقّ وَإِقَامَة الشَّرِيعَة ، وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ الِاتِّفَاق عَلَى ذَلِكَ حَاصِل قَبْلَ الْأَذَان وَبَعْدَهُ مِنْ جَمِيع مَنْ يُصَلِّي ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْإِعْلَان أَخَصُّ مِنْ الِاتِّفَاق فَإِنَّ الْإِعْلَان الْمُخْتَصّ بِالْأَذَانِ لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ الْجَهْر بِالتَّكْبِيرِ وَالتِّلَاوَة مَثَلًا ، وَلِهَذَا قَالَ لِعَبْدِ اللَّه بْنِ زَيْد " أَلْقِهِ عَلَى بِلَال فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْك " أَيْ أَقْعَدُ فِي الْمَدّ وَالْإِطَالَة وَالْإِسْمَاع لِيَعُمَّ الصَّوْتُ وَيَطُولَ أَمَدُ التَّأْذِين فَيَكْثُرَ الْجَمْعُ وَيَفُوتُ عَلَى الشَّيْطَان مَقْصُوده مِنْ إِلْهَاءِ الْآدَمِيِّ عَنْ إِقَامَة الصَّلَاة فِي جَمَاعَة أَوْ إِخْرَاجهَا عَنْ وَقْتهَا أَوْ وَقْت فَضِيلَتهَا فَيَفِرَّ حِينَئِذٍ ، وَقَدْ يَيْأَس عَنْ أَنْ يَرُدَّهُمْ عَمَّا أَعْلَنُوا بِهِ ثُمَّ يَرْجِع لِمَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَذَى وَالْوَسْوَسَة . وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : عَلَى الْأَذَان هَيْبَةٌ يَشْتَدّ اِنْزِعَاجُ الشَّيْطَان بِسَبَبِهَا ، لِأَنَّهُ لَا يَكَاد يَقَعُ فِي الْأَذَان رِيَاء وَلَا غَفْلَةٌ عِنْدَ النُّطْق بِهِ ، بِخِلَافِ الصَّلَاة فَإِنَّ النَّفْس تَحْضُرُ فِيهَا فَيَفْتَحُ لَهَا الشَّيْطَان أَبْوَاب الْوَسْوَسَة . وَقَدْ تَرْجَمَ عَلَيْهِ أَبُو عَوَانَةَ " الدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْمُؤَذِّن فِي أَذَانه وَإِقَامَته مَنْفِيٌّ عَنْهُ الْوَسْوَسَة وَالرِّيَاء لِتَبَاعُدِ الشَّيْطَان مِنْهُ " وَقِيلَ لِأَنَّ الْأَذَان إِعْلَام بِالصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَفْضَل الْأَعْمَال بِأَلْفَاظٍ هِيَ مِنْ أَفْضَلِ الذِّكْرِ لَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ مِنْهَا ، بَلْ تَقَع عَلَى وَفْقِ الْأَمْر ، فَيَفِرَّ مِنْ سَمَاعهَا . وَأَمَّا الصَّلَاة فَلِمَا يَقَعُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ النَّاس فِيهَا مِنْ التَّفْرِيطِ فَيَتَمَكَّنُ الْخَبِيثُ مِنْ الْمُفَرِّطِ ، فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ وَفَّى بِجَمِيعِ مَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا لَمْ يُقَرَّ بِهِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَهُوَ نَادِر ، وَكَذَا إِذَا اِنْضَمَّ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ فَإِنَّهُ يَكُون أَنْدَرَ ، أَشَارَ إِلَيْهِ اِبْن أَبِي جَمْرَة نَفَعَ اللَّه بِبَرَكَتِهِ .فتح الباري/ 2/ 110/ الكتب العلمية

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

قول النبي صلى الله عليه وسلّم عن شيطانه ( إلا أن الله أعانني عليه فأسلم )، هل هي ( فأَسْلَمَ ) أو ( فأَسْلِمُ ) ؟

قال أبو سليمان حَمَد بن محمد الخطّابي ( ت 388 هـ ) في كتابه " إصلاح غلط المحدّثين " : حديثُ يزيد بن طارق : أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ : " ما مِن أَحدٍ إلاَّ وله شَيْطانٌ، قِيلَ : ولكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ولِي، إلاَّ أنَّ الله تعالى أعانني عليه فأَسْلَمُ " ( رواه مسلم ) . عامَّة الرواةِ يقولونَ : ( فأَسْلَمَ )، على مذهبِ الفِعْلِ الماضي، يريدونَ أنّ الشيطان قد أَسْلَمَ ، إلاّ سُفيانَ بنَ عُيَيْنة ( ت 198 هـ )، فإنَّهُ يقولُ : ( فأَسْلَمُ ) أي : أَسْلَمُ من شَرِّهِ ، وكانَ يقولُ : الشيطانُ لا يُسْلِمُ . اهـ .وقال ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في كتابه " كشف المشكل من حديث الصحيحين " : قول ابن عيينة حسن، يظهر أثر المجاهدة بمخالفة الشيطان، غير أن قوله " فلا يأمرني إلا بخير " دليلٌ على إسلام الشيطان، لأن الذي نفر منه ابن عيينة وقال : لا يسلم، ينبغي أن يقع النفار منه في قوله " فلا يأمرني إلا بخير "، وقد رواه أحمد في مسنده بلفظ آخر " فلا يأمرني إلا بحق "