بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

فائدة: لماذا عوجل لأصحاب الفيل بالعقوبة و أخرعن القرامطة العبيديين وهم أكفر ؟؟

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الماتع البداية و النهاية (15/37-41) :
و قد سأل بعضهم ههنا سؤالا , فقال :
قد أحل الله سبحانه بأصحاب الفيل - و كانوا نصارى- ما ذكره في كتابه , و لم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء , و معلوم أن القرامطة شر من اليهود و النصارى و المجوس 
بل و من عبدة الأصنام , و أنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب و العقوبة , كما عوجل أصحاب الفيل ؟
و قد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت , و لما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام , فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها و إرسال الرسول منها ,أهلكهم سريعا عاجلا , و لم يكن شرائع مقررة تدل على فضله , فلو دخلوه و أخربوه لأنكرت القلوب فضله.
و أما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع و تمهيد القواعد و العلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة و الكعبة , و كل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما , و انهم من أعظم الملحدين الكافرين بما تبين من كتاب الله و سنة رسوله , فلهذا لم يحتج الحال إلى معاجلتهم بالعقوبة 
بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار , و الله سبحانه يمهل و يملي و يستدرج , ثم يأخذ أحذ عزيز 
مقتدر , كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ قوله تعالى 
: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَــافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
و قال تعالى:( لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَاْوَهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ)
و قال : ( نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلًى عَذَابٍ غَلِيظْ ) و قال : ( مَتَاعٌ فِي الدُنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العَذَابَ الشَدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكفُرُونَ

الأحد، 9 ديسمبر 2012

ثقيل ...... ومُحَدِّث !!!

قال القاضي نصر بن علي الجهضمي رحمه الله :كان في جيراني رجلٌ طُفَيلي، وكنتُ إذا دُعِيتُ إلى مَدعاةٍ رَكِبَ لركوبي، فإذا دخلنا الموضع أُكرِمَ من أَجلي، فاتّخذ جعفر بن سليمان أمير البصرة دعوة فدُعِيتُ إليها، وقلتُ في نفسي : والله إن جاء هذا الرجل معي لأخزِيَنَّه .
فلمّا أن ركبتُ رَكِبَ لركوبي، ثم دخلتُ الدارَ فدخل معي وأُكرِمَ من أجلي، فلما حضرت المائدة قلتُ :حدّثنا دُرُست بن زياد، عن أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " من مشى إلى طعامٍ لم يُدعَ إليه مشى فاسقاً وأكل حراماً ".
فقال الطُّفَيليُّ : استحييتُ لك يا أبا عمرو، مثلك يتكلّم بهذا الكلام على مائدة الأمير، فليس ها هنا أحد إلاّ يظنُّ أنك رميته بهذا الكلام، ثم إنك لا تستحي، فتحدِّث عن دُرُست بن زياد، ودُرُست كذّاب لا يُحتَجُّ بحديثه، عن أبان بن طارق، وأبان كان صبيًّا من صبيان أهل المدينة يلعبون،
ولكن أين أنت عمّا حدّثنا أبو عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة " !
قال القاضي نصر : فكأنّي أُلقِمت حجراً ! فلمّا خرجنا من الدار أنشأ الطُّفَيليُّ :
ومن ظنَّ ممّن يُلاقي الحروب ............... بألاّ يُصاب فقد ظنّ عجزا
" 
انباه الرواة على أنباه النّحاة " لابن القفطي ( 2 / 25 – 26 )