بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 27 أكتوبر 2011

كلام للشيخ ابن سعدي رحمه الله فيه وصف لحالنا اليوم !!

يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله معلقاً وشارحاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام:

"
يأتي على الناس زمانٌ ؛ القابض على دينه كالقابض على الجمر " .
_ يقول رحمه الله :
((
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف ,, الذي ذكره صلى الله عليه وسلم .
فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه , ولا من القرآن إلا رسمه .
إيمانٌ ضعيف , وقلوبٌ متفرّقة , وحكوماتٌ متشتتة , وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين .
وأعداءٌ ظاهرون وباطنون , يعملون سرّاً للقضاء على الدين , وإلحاد وماديّات ,
جرفت بخبيث تيّارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبّان , ودعايات إلى فساد الأخلاق والقضاء على بقيّة الرَّمَق .
ثم إقبالُ الناس على زخارف الدنيا ؛ بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم وأكبر همهم , ولها يرضون ويغضبون .
ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة , والإقبال بالكليّة على تعمير الدنيا , وتدمير الدين , واحتقاره والاستهزاء
بأهله , وبكل ما يُنسب إليه , وفخرٌ وفخفخة .
واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرورها قد شاهده العباد .
فمع هذه الشرور المتراكمة , والأمواج المتلاطمة , والمزعجات الملمة , والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .
ولكن مع ذلك ؛ فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله , ولا ييأس من روح الله , ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة , بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ,
الكريم الوهاب , ويكون الفرج بين عينيه , ووعده الذي لا يُخلفه.
بأنه سبحانه سيجعل بعد عسرٍ يسراً , وأن الفرج مع الكرب , وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :
لا حول ولا قوة إلا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل , على الله توكلنا , اللهم لك الحمد , وإليك المشتكى , أنت المستعان وبك المستغاث , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة , ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير , وبزوال بعض الشرّ وتخفيفه إذا تعذّر غير ذلك .

{
ومن يتق الله يجعل له مخرجا } , { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } , { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } )) . انتهى كلامه رحمه الله .
نقلاً من كتاب : [ بهجة قلوب الأبرار ] للشيخ ابن سعدي رحمه الله ص 201 , 202 ..

ليست هناك تعليقات: