بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

منحرف يسأل هل الله يتكلم بصوت وحرف !!


منحرف يسأل هل الله يتكلم بصوت وحرف !!

نعم يعتقد أهل السنه والجماعه بأن كلام الله ليس مخلوق بل منزل والدليل قوله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " والذكر كلام الله فهل تعتقدون ان كلام الله مخلوق ؟؟
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن كلام الله مؤلف من الحروف  وأنه بصوت يسمع  وأنه يتكلم بما شاء إذا شاء
أولا : إثبات أن كلام الله بحرف :

وهذا لا ينازع فيه إلا من يقول : إن القرآن بألفاظه وحروفه ليس كلام الله على الحقيقة وإنه مخلوقأما من اعتقد أنه كلام الله غير مخلوق : فإنه يثبت الحرف  لاشتمال هذا القرآن على الحروف وفي صحيح مسلم في فضل سورة الفاتحة وخواتيم البقرة " لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ".وفي الحديث المشهور " لا أقول : الم حرف  ولكن : الف حرف ولام حرف وميم حرف 
ثانيا : إثبات أن الله سبحانه وتعالى يتكلم
وكلامه بصوت يسمع سمعه جبريل  وآدم وموسى ومحمد عليهم السلام ويسمعه أهل الجنة :
وهذا مما يعتقده أهل السنة والجماعه لثبوته بالكتاب والسنة وهذه بعض الأدلة :1- قال الله تعالى لموسى عليه السلام : " فاستمع لما يوحى . إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " .فدل على أنموسى سمع كلام الله تعالى ، ولو كان ألقي في قلبه إلهاما لما كان فرق بين وموسى وغيره ، ولما سمي بالكليم

2- ألفاظ النداء في القرآن والسنة .والنداء في لغة العرب لا يكون إلا بالصوت قال شيخ الإسلام (6/35 )
النداء في لغة العرب هو صوت رفيع  لا يطلق النداء على ما ليس بصوت لا حقيقة ولا مجازا "وقال ابن القيم في ( مختصر الصواعق 465)
وقد ذكر سبحانه النداء في تسعة مواضع في القرآن أخبر فيها عن ندائه بنفسه  ولا حاجة إلى أن يقيد النداء بالصوت ، فإنه بمعناه وحقيقته باتفاق أهل اللغة  فإذا انتفى الصوت انتفى النداء قطعا  ولهذا جاء إيضاحه في الحديث الصحيح الذي بلغناه الصحابة والتابعون وتابعوهم  وسائر الأمة تلقته بالقبول ، وتقييده بالصوت إيضاحا وتأكيدا ، كما قيد التكليم بالمصدر في قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليما ) قال البخاري في صحيحه ... " .وذكر حديث : عن أبى سعيد الخدري قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك . فينادي بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار "
وانظر تصديقا لهذا : جمهرة اللغة 3/245 ، الصحاح 2505-6، مفردات الراغب 486 ، لسان العرب 15 / 315 ، القاموس 1724 ، تاج العروس 363
نقلا عن : ( الماتريدية 3/132 ) للشمس السلفي الأفغاني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .فمن ذلك :قوله تعالى "ونا داهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة "وقوله " ونا ديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا"وقوله " ونا ديناه من جانب الطور الأيمن "وقوله " إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى "وقوله " ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون " وغير ذلك من الآيات .
وقد بوب البخاري في الصحيح في كتاب التوحيد :باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة .وذكر الحديث : " إن الله تبارك وتعالى إذااحب عبدا نادى جبريل : إني أحب فلانا فأحبه "الحديث
وانظر هذه الأبواب التي عقدها البخاري :باب : قول الله تعالى " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له
باب : قول الله تعالى " يريدون أن يبدلوا كلام الله " وذكر فيه 17 حديثا فيها إثبات القول والكلام لله تعالى

باب : كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم.باب قوله " وكلم الله موسى تكليما "باب كلام الرب مع أهل الجنة

 التصريح بلفظ الصوت :

قال البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد ، باب : ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له :حدثنا ...... عن أبى سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك فينادي بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار " .قال الحافظ في الفتح 13/468
ووقع ( فينادي ) مضبوطا للأكثر بكسر الدال  وفي رواية أبي ذربفتحها على البناء للمجهول " انتهى .وقد استدل السلف بهذا على إثبات الصوت فلا عبرة بمن أوله .
قال الإمام الحافظ ابن منده في كتاب التوحيد 3/131
بيان آخر يدل على أن الله عزوجل إذا تكلم بالوحي سمعه أهل السموات " وساق الحديث .

 
وقال البخاري في نفس الباب المذكور :ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك الديان "
وقال البخاري في ( خلق أفعال العباد ) ص 149
وأن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، فليس هذا لغير الله جل ذكره .وقال : وفي هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق ؛ لان صوته جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته " انتهى.
وقال البخاري في الصحيح في نفس الباب المذكور :
وقال مسروق عن ابن مسعود : إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئا ، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ، ونادوا : ما ذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق " .

شبهة الاشاعرة والماتريدية في نفي الصوت وجوابها :قال الحافظ في الفتح 13 / 469 في شرح الباب المذكور آنفا :
وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت  أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن ،
وأما الصوت فمن منع قال : إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحنجرة .وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر  وصفات الرب بخلاف ذلك ، فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه  وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه ، وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة : سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت  فقال أبى : بل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغير ه " انتهى .قلت : بل هو مذهب أهل السنة قاطبة وليس الحنابلة دونهم

كلام السلف في إثبات الحرف والصوت :

قال شيخ الإسلام 
وليس في الائمة والسلف من قال : إن الله لا يتكلم بصوت  بل قد ثبت عن غير واحد من السلف والأئمة : أن الله يتكلم بصوت ، وجاء في ذلك آثار مشهورة عن السلف والأئمة ، وكان السلف يذكرون الآثار التي فيها ذكر تكلم الله بالصوت ، ولا ينكرها منهم أحد حتى قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة : سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت  فقال أبى : بل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغير ه " انتهى

وقال شيخ الاسلام : " وكما أنه المعروف عند أهل السنة والحديث ، فهو قول جماهير فرق الأمة ، فإن جماهير الطوائف يقولون : إن الله يتكلم بصوت ، مع نزاعهم في أن كلامه هل هو مخلوق أو قائم بنفسه ؟ قديم أو حادث ؟ ..... وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه ، كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال : إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه " .وقال 12/304
واستفاضت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة : أنه سبحانه ينادي بصوت : نادى موسى ، وينادي عباده يوم القيامة بصوت ، ويتكلم بالوحي بصوت ، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه قال : إن الله يتكلم بلا صوت أو بلا حرف ، ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو حرف " .

ومن كلام الشيخ العثيمين رحمه الله
إثبات القول لله عزّ وجل وهذا كثير في القرآن الكريم، وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة من أن كلام الله يكون بصوت، إذ لا يطلق القول إلا على المسموع
فإن قال قائل:أليس الله تعالى يقول: (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ)(المجادلة: الآية8) وهذا قول يقولونه بقلوبهم؟
فالجواب: بلى، لكن هذا القول مقيد (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْوأما إذا أطلق القول فالمراد به ما يُسمع. ا.هـ. (شرح الأربعين النووية)


العلو للعلي الغفار للذهبي رحمه الله:عن أبي هريرة قال قال رسول الله يعني يقول الله عزوجل 
(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا حديث صحيح وفيه التفريق بين كلام النفس والكلام المسموع فهو تعالى متكلم بهذا وبهذا وهو الذي كلم موسى تكليما وناداه من جانب الطور وقربه نجياا.هـ


ومن كلام السلف :

 
وقال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : إن ههنا من يقول : إن الله لا يتكلم بصوت ، فقال : يابني هؤلاء جهمية زنادقة ، إنما يدورون على التعطيل " . الفتاوى 12/368
وذكر صالح بن أحمد بن حنبل ، وحنبل أن أحمد بن حنبل رحمه الله قال : جبريل سمعه من الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل ، والصحابة سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم " .ذكره قوامالسنة الأصفهاني في ( الحجة في بيان المحجة 1/332 ) .
وقال الخلال : وأنبأنا أبو بكر المروزي : سمعت أبا عبد الله وقيل له : إن عبد الوهاب قد تكلم وقال : من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإسلام ، فتبسم أبو عبد الله وقال :ما أحسن ما قال ، عافاه الله " .

نقله شيخ الإسلام في درء التعارض 38/2
 
تكفير من قال بخلق حروف القرآن ! وليس الكلام النفسي !!قال شيخالإسلام 12/ 306
وقد ذكر الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي في كتابه الذي سماه ( الفصول في الأصول ) قال سمعت الامام ابا منصور محمد بن أحمد يقول :سمعت أبا حامد الإسفرائيني يقول :مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : مخلوق فهو كافر .والقرآن حمله جبريل مسموعا من الله ، والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل ، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا ، وفيما بين الدفتين ، وما في صدورنا : مسموعا ومكتوبا ومحفوظا ، وكل حرف منه كالباء والتاء : كله كلام الله غير مخلوق .ومن قال : مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والناساجمعين " انتهى .ويأتي إن شاء الله إعلان الاسفرائيني براءته من مذهب الباقلاني الأشعري كل جمعة أمام الناس.


براءة الائمة من اعتقاد الأشاعرة
الإمام أبوحامد الإسفراييني
قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي في كتابه " الفصول في الأصول عن الائمة الفحول " وذكر اثني عشر إماما : الشافعي ومالك والثوريواحمد وابن عيينة وابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهوية والبخاري وأبوزرعة وأبوحاتم .ثم قال : " وكان الشيخ أبوحامد الإسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام " .وقال : " ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الاشعري ، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه ، على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة منهمالحافظ المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي ، يقولون : سمعنا جماعة من المشايخ الثقات قالوا :كان الشيخ أبو حامد أحمد بن طاهر الإسفراييني إمام الأئمة ، الذي طبق الأرض علما وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من ( قطعية الكرج ) إلى ( جامع المنصور ) يدخل الرباط المعروف بالزوزى ، المحاذي للجامع ، ويقبل على من حضر ، ويقول:اشهدوا علي بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما قاله الإمام أحمد بن حنبل ، لا كما يقوله الباقلاني .وتكرر منه ذلك جمعات ، فقيل له في ذلك ، فقال:حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح ، ويشيع الخبر في أهل البلاد:أني بريء مما هم عليه - يعني الأشعرية - وبريء من مذهب أبي بكر (بن ) الباقلاني ؛ فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه ، فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة ، فيظن ظان أنهم مني تعلموه قبله ، وأنا ما قلته ، وأنا بريء من مذهب الباقلاني وعقيدته " .
وقال " .... وذكر قصة قال في آخرها : إن الشيخ أبا حامد قال لي : يا بني قد بلغني أنك تدخل على هذا الرجل ، يعني الباقلاني فإياك وإياه ، فإنه مبتدع يدعو الناس إلى الضلالة ، وإلا فلا تحضر مجلسي ، فقلت : أنا عائذ بالله مما قيل ، وتائب إليه ، واشهدوا علي أني لا أدخل إليه " .انتهى ، من نقل شيخ الإسلام ابن تيمية ( درء تعارض العقل والنقل95-97/2 ) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم .
وأبلغ من ذلك :
كان أبو بكر الباقلاني يخرج إلى الحمام متبرقعا ، خوفا من الشيخ أبي حامد الإسفراييني " . درء التعارض 2/98
الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي :قال أبو الحسن الكرجي : "ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام ، حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني ، وهو عندي ،
وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه : اللمع و التبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري ةوجها لأصحابنا ميزه وقال : هو قول بعض أصحابنا ، وبه قالت الأشعرية ، ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه ، فضلا عن أصول الدين " درء التعارض2/98


فائدة من كلام شيخ الإسلام

قال شيخ الإسلام 243/12
ويتبين هذا الجواب بالكلام على المسألة الثانية ، وهي قوله :إن كلام الله هل هو حرف وصوت أم لا ؟
فإن إطلاق الجواب في هذه المسألة نفيا وإثباتا خطأ ، وهي من البدع الحادثة بعد المائة الثالثة ، لما قال قوم من متكلمة الصفاتية : إن كلام الله الذي أنزله على أنبيائه كالتوراة والإنجيل والقرآن ، والذي لم ينزلهوالكلمات التي كون بها الكائنات ، .... لسيت إلا مجرد معنى واحد ... إن عبر عنها بالعبرانية كانت التوراة ، وإن عبر عنها بالعربية كانت القرآن ..... وإن حروف القرآن مخلوقة خلقها الله ولم يتكلم بها وليست من كلامه ؛ إذ كلامه لا يكون بحرف وصوت .عارضهم آخرون من المثبتة فقالوا : بل القرآن هو الحرف والأصوات.وتوهم قوم أنهم يعنون بالحروف المداد ، وبالأصوات أصوات العباد ، وهذا لم يقله عالم
والصواب الذي عليه سلف الأمة كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد وغيره ، وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم : اتباع النصوص الثابتة وإجماع سلف الأمة ، وهو أن القرآن جميعه كلام الله  حروفه ومعانيه  ليس شيء من ذلك كلاما لغيره ، ولكن أنزله علىرسوله ، وليس القرآن اسما للمعنى المجرد ، ولا لمجرد الحرف ، بل لمجموعهما .وكذلك سائر الكلام ليس هو الحروف فقط ولا المعاني فقط ... وأن الله تعالى يتكلم بصوت ، كما جاءت به الأحاديث الصحاح وليس ذلك كأصوات العباد  لا صوت القارئ ولا غيره وأن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته فكذلك لا يشبه كلامه كلام المخلوق  ولا معانيه تشبه معانيه  ولا حروفه يشبه حروفه  ولا صوت الباري يشبه صوت العبد من شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته  ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته ."

وها نحن أجبناك عن اسئلتك الله سبحانه وتعالى يتكلم اذا شاء بحرف وصوت حقيقي وكلامه منزل غير مخلوق لايماثل البشر في شيء من صفاته سبحانه وتعالى كما ان صوتك لايماثل صوت الكلب وكلاكما ذو صوت وحنجره ولاسمعك يماثل سمع الحمار وكلاكما ذو اذان فإن كان هذا في حق مخلوقات الله فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ؟

يعلم ذلك كله من آمن بقوله تعالى
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"



بل وازيدك



ائمة ال البيت عليهم السلام يؤمنون بما آمن به أهل السنه والجماعه واليك الأدله:

الله سبحانه وتعالى يتكلم

يا بن عباس إن أول ما كلمني به ربي، أن قال لي: يا محمد انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلى السماء، فكلمني وكلمته ". فقلت: يا رسول الله، حدثني بما كلمك به ربك. قال: قال لي: يا محمد قد جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فاعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته، وأنا بين يدي ربي عزوجل، فقال لي: قد قبلت. الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص143


6091 / 17 - 
وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من قال: لا اله إلا الله وحده لا شريك له اللهم صل على محمد (وآل محمد) ، خرج من فمه طير أخضر، له جناحان مكللان بالدر والياقوت، فإذا نشرهما بلغا المشرق والمغرب، حتى ينتهي إلى العرش، وله دوي كدوي النحل، يذكر لصاحبه فيقول الله تعالى: مدحتني ومدحت نبيي اسكن، فيقول: كيف اسكن ولم تغفر لقائل لا اله إلا الله ؟ فيقول: اسكن [ فقد ] غفرت له). مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي الجزء الخامس ص 362 – 363 (باب استحباب التهليل، واختياره على أنواع الأذكار والعبادات المندوبة)


والله سبحانه وتعالى ينادي


حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن سالم، عن المفضل، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربه جل جلاله، فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه، فقال: ما شاء الله، ما شاء الله، مائة مرة، ناداه الله جل جلاله من فوقه عبدي إلى كم تقول: ما شاء الله، ما شاء الله! أنا ربك وإلي المشيئة قد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت . الأمالي للصدوق ص311



1239 - 
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله أنه قال: " إن الله تبارك وتعالى لينادي ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره: ألا عبد مؤمن يدعوني لآخرته ودنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه؟ ألا عبد مؤمن يتوب إلي من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟ ألا من مؤمن قد قترت عليه رزقه (1) يسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأوسع عليه ألا عبد [ مؤمن ] سقيم يسألني أن أشفه قبل طلوع الفجر فأعطيه؟ ألا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من حبسه فاخلي سربه ؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلع الفجر فأنتصر له وآخذ له بظلامته؟ قال: فما يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ". من لا يحضره الفقيه للصدوق الجزء الأول ص420 – 421


و هنا الله عز وجل يتحدث بصوت ولسان على بن ابى طالب رضى الله عنه :
إعداد مؤسسة السيدة زينب (عليها السلام) الخيرية
عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟.
قال: خاطبني بلسان عليّ, فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟.فقال: يا أحمد, أنا شئ ليس كالأشياء, ولا أقاس بالنّاس, ولا أوصف بالشبهات, خلقتك من نوري, وخلقت عليّاً من نورك, إطلّعت على سرائر قلبك, فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالبفخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك .
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص96, المناقب للخوارزمي الحنفي ص78 ح61.


وفي كشف الغمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج فقال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب عليه السلام فألهمت أن قلت يا رب خاطبتني أم علي فقال يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء ولا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سراير قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كي ما يطمئن قلبك والأخبار في قصة المعراج كثيرة من أرادها فليطلبها من مواضعها وفيها أسرار لا يعثر عليها إلا الراسخون في العلم .
تَفسير الصَّافي ج3 ص 161 - ص 180
سورة الأسراء

بل والله سبحانه وتعالى يتكلم بصوت جهوري



قوله : " ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فإذا هم قيام ينظرون "
فإنه حدثني أبي, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن النعمان الاحول, عن سلام بن المستنير, عن ثوير بن أبي فاختة, عن علي بن الحسين عليهما السلام قال :
سئل عن النفختين كم بينهما ؟
قال : ما شاء الله,
فقيل له فأخبرني يابن رسول الله كيف ينفخ فيه ؟
فقال : أما النفخة الاولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه صور, وللصور رأس واحد وطرفان, وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض, قال : فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور
قالوا : قد أذن الله في موت أهل الارض وفي موت أهل السماء,
قال : فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة, فإذا رأوا أهل الارض قالوا أذن الله في موت أهل الارض,
قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلا يبقى في الارض ذو روح إلا صعق ومات, ويخرج الصوت من إسرافيل,
قال : فيقول الله لاسرافيل : ياإسرافيل مت, فيموت إسرافيل, فيمكثون في ذلك ما شاء الله, ثم يأمر الله السماوات فتمور, ويأمر الجبال فتسير, وهو قوله
: " 
يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا "
يعني تبسط, و " تبدل الارض غير الارض " يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات, كما دحاها أول مرة, ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته,
قال : فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين : " لمن الملك اليوم " ؟
فلا يجيبه مجيب,
فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله مجيبا لنفسه :
لله الواحد القهار " وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم, إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي, لا شريك لي ولا وزير, وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي, وأنا احييهم بقدرتي,
قال : فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حي وقام كما كان, ويعود حملة العرش, ويحضر الجنة والنار, ويحشر الخلائق للحساب,قال : فرأيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يبكي عند ذلك بكاءا شديدا .
بحار الأنوار - المجلد السادس صفحة:325



بل ومنهجهم بأن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي، وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز لان الله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيهالتوحيد للصدوق ص107


وان شئت فقل اسلموا القياد لربهم و آمنوا بقوله تعالى
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"