بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

اية الله العظمى جمال الدين الافغاني الماسوني (5) والاخيره

نهاية الأفغاني "مرضه ووفاته":
خلال مكوث الافغاني في الآستانة ظهر مرض السرطان في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية لكنها لم تنجح ، وقد قال طبيبه الخاص أن شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي ، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه : الملحُ والشاي والدخانُ *** أودت بروحِ شيخنا الأفغاني
فتوفي عام 1897 م .











3


4 –


5


6


7


8
ـ و حين أصدر جريدة)العروة الوثقى ) عام 1300هـ 1884م، شاركه في الاشراف عليهاـ عدا محمد عبده ـ تلميذه الميرزا محمد الباقر الشيعي الماسوني ، وكان في كل تنقلاته يستصحب معه خادمه الايراني الشيعي أبوتراب ..هذه بعض الأدلة التي تؤكد أن جمال الدين إيراني و ليس أفغانياً ، و أنه شيعي رافضي كما ذكر ذلك كبار تلامذته كمحمد عبده مثلاً ، هذا عدا ما تدلُّ عليه
مراحل نشأته التي سنسوقها
:مولده

:ولد عام ( 1254هـ/1838م ) في أسد آباد في همدان – من أعمال إيران – ، من أسرة شيعية ،ثم انتقل إلى قزوين و هي من مدن الشيعة في إيران فأكمل دراسة المذهب ، حيث عُيِّن والده مدرسا في احدى تلك المدارس .في طهران :وحين بلغ الثانية عشر من عمره ، و نظرا لألمعية و حدة ذكاء جمال الدين ـ إذ كانت مخايل الذكاء ، وقوة الفطرة ، وتوقد القريحة تبدو عليه منذ صباه ـ فقد رأى والده أن ينتقل به إلى طهران ليجالس كبار علمائها و يأخذ عنهم المذهب ، إلاَّ أن الملالي هنالك نصحوا الفتى ووالده أن يولُّوا وجوههم للنجف قبلة علماء المذهب الشيعي .في النجف :رحل جمال الدين الى النجف مع والده فمكث فيه أربع سنوات ، درس فيها علوم الرافضة والفلسفة والمنطق و الرياضة و علم النجوم والطب و الكيمياء ، وأنهى دراسته و عمره لا يتجاوز ( 16 ) سنة . و من أشهر أساتذته هنالك :
1
ـ آقا خان صادق مرتضى ، أحد مراجع الشيعة في النجف .
2
ـ ميرزا محمد المجتهد .
3
ـ الحافظ دراز .
4
ـ و حبيب الله القندهاري .
5
ـ القاضي بشر النجفي .و هؤلاء جميعهم من مراجع الشيعة الكبار وآياتهم المعروفين في تلك الفترة.وقد اعترف جمال الدين أيضاً بأنه انتقل إلى العراق ليتابع دراسته في العتبات المقدسة – أي في النجف – والتي يؤمها طلاب العلم الشيعة من جميع بلدان العالم .و يتحدث جمال الدين عن هذه المرحلة بأنه لبس العباءة والعمامة ، و تتلمذ على يد أكبر علماء الشيعة فيها . و هنالك توسَّم فيه ملالي الشيعة في جمال الدين حدة الذكاء و شدة الفطنة و قوة الشخصية، فأُعِدَ هنالك من فبل الاستعمار و ملالي الشيعة ليلعب دوراً خطيراً بين أهل السنة في العالم الإسلامي .لماذا أخفى نسبه ؟! كانت إيران وكراً من أوكار التآمر ضد الخلافة الإسلامية ، و كان قادتها – ولا يزالون – يستعينون بأعداء الإسلام من أجل تفتيت وحدة المسلمين . و كان المسلمون السنة يرتابون من نوايا و أهداف كل عالم شيعي إيراني ، ولا يثقون به .. و كان لجمال الدين من الخبث و الدهاء بحيث لا تخفى عليه مثل هذه الأمور ، و طالما أعد نفسه ، أو أعده أعداء الإسلام ليلعب دوراً مشبوهاً في تاريخ أمتنا الحديث – كما لعب ابن سبأ نفس الدور في صدر الإسلام - ، إذاً لا بد أن يقدم نفسه على أنه عالم من علماء الأفغان ، و أنه حنفي المذهب ، كما لا ننسى سعي الدولة الصفوية الرافضية في سبيل تقويض الخلافة الاسلامية .


المفاجــــأة :
بل كان جمال الدين بابياً ؟؟؟:

في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ، ظهرت في آخر أيام محمد شاه ـ في بلاد فارس ـ حركة دينية شيعية اسمها (البابية ) ، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى بهاالشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي) .و توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 عاماً حينذاك ، و الذي اضطلع بمهمة القضاء على تلك النحلة الجديدة .
ماهي البابية :
البابية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه‍/1844م تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية"،
.
وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو ( الشيخية ) بعد وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة ، بأنه يشكل بابا الى (الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب أولا ! . ثم تطورت الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .وتنكر هذه الفرقة الكثير من ضروريات الدين كالمعاد ، ممَّاأدَّى بها أن تُحل كثيراً من المحرمات ـى إن لم يكن كلها ـ كالربا و الزنا و شرب الخمر .و قد خرجت البابية ؟ـ كما تأكد ذلك فيما بعد في نسختها البهائية ـ بتقرير ما أسمته بوحدة المنبع لجميع الديانات العظمى الموجودة في العالم، كما يعترفون بالزردشتية والهندوسية واليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام مما يجرهم الى الإيمان بفكرة وحدة الأديان .
من هو الباب :
هو الميرزا علي محمد رضا الشيرازي 1235ـ1266هـ (1819 ـ 1850 م)، تلقى تعليمه الأولي و هو في السادسة من عمره على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة. ـ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة. ـ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين. ـ في ليلة الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه‍ ـ 23 مارس 1844م أعلن الميرزا أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه‍، وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد ـ عليهم السلام ـ بل وعياذاً بالله ـ أفضل منهم شأناً. ـ فآمن به تلاميذ الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي ، و كان للظلم والقهر اللذين كانا يهيمنان على المجتمع الايراني في عصر الحكم الكسروي بزعامة الشاه دور كبير على تقبل الناس هذا الدين الجديد الذي بشرهم بالانقاذ والخلاص.ـ كما ساعد على نشوئها غلبة الجهل والسذاجة وغياب الوعي وكثرة الخرافات ، ـ لا سيما في ذلك المجتمع المشبَع بالخرافة ـ حيث لاقت البابية ترحيبا بين البسطاء والسذج، وكذلك دعم الدول الاستعمارية لها خصوصا روسية القيصرية و بريطانيا .
البهاء:
ـ في سنة 1844 م دخل الميرزا حسين علي النوري في دعوة الباب فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي وصار من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الاولى من إيمانه بدعوة الباب.
قرة العين :
ـ كما اتبعته و ساندته قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت في قزوين سنة 1231 ه‍ أو 1233 ه‍ أو 1235 ه‍ للملا محمد صالح القزويني أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم .
اتصالها بالباب :
ثم رافقت الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت خطيبة مؤثرة، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها كانت جميلة جذابة، إلا أنها كانت فاجرة ، فطلقها زوجها وتبرأ من أولادها. و كانت تلقب بـ زرين تاج ، أي "صاحبة الشعر الذهبي " بالفارسية.ـ في سنة (1261 هـ)، (1848 م) اجتمع قادة البابية في مدينة (رشت) الايرانية ،فقرروا فيه نسخ الشريعة المحمدية بشريعة الباب الميرزا علي محمد الشيرازي، وقامت (زرين تاج) الملقبة بـ (قرة العين) أحد الرموز الفاعلة في هذه الفرقة متبرجة فخطبت خطبة في ذلك المؤتمر كانت سببا في تقاطر الناس على هذا المذهب الجديد، ومما جاء في خطبتها :
"
مزقوا هذا الحجاب الحاضر بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالاعمال، وتقاسموهن في الافعال واصلوهن بعد السلوة واخرجوهن من الخلوة الى الجلوة، فماهن الا زهرة الحياة الدنيا، وان الزهرة لابد من قطفها وشمّها لانها خلقت للشم، ولاينبغي ان يعد ولا يحد شاموها بالكيف والكم فالزهرة تجنى وتقطف، وللاحباب تهدى وتتحف ".ـ و اعتقل الباب فاجتمعت قرة العين مع زعماء البابية في رجب 1264 ه‍ في مؤتمر بيدشت ، ولعب الميرزا حسين علي النوري دورا رئيسيا في مؤتمر بدشت الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الاعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الاسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب "بهاء الله". وكانت قرة العين هي خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب، حينما أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية، و أفرج عن الباب فهدأت ثائرة البابيين .ـ و شيد الميرزا حسين علي حصنا منيعا في جبال مازندران الايرانية وغاباتها واجتمع حوله خلق كثير من اجل نصرة هذا الدين الجديد، فهال هذا الحال حكومة الشاه فأرسلت بعثة عسكرية لقتالهم ففشلت في دحرهم وعادت تجر اذيال الخيبة والهزيمة.ـ و في عام 1266 ه‍ ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً.نكبة البابية :كررت الحكومة هجماتها المتلاحقة وعززت قواتها بالمدافع والمدمرات من كل نوع فقاومها البابيون مقاومة عنيفة مدة اربعة اشهر حتى فني رجالهم ونفدت ذخائرهم فدخل جنود الشاه الى حصنهم فاسروا (214) شخصا من البابيين بين رجال و نساء واطفال ثم فتك فيهم الجنود فتكا مروعا فبقروا بطونهم وسلوا السنتهم ومثلوا بهم اقبح تمثيل.ـ و اقتيد من تبقى منهم الى طهران حيث رأى الناس اسرابا من الرجال والنساء والاطفال من البابية مقودين بالحبال، فكان هناك مشهد مرعب في سوق طهران حيث أجسادهم المجروحة وقد وضع الجلادون في كل جرح منها فتيلة ملتهبة، وهم كيوم ولدتهم امهاتهم ، والجنود خلفهم يضربون من يتأخر او من يقع منهم بالسياط فاذا مات طفل في الطريق القوه تحت ارجل ابويه فكانا يمران عليه غير ملتـفـتـين اليه ، ثم رميت الجثث بالارض تسيل دماؤها والكلاب تنهشها وتأكل من اشلائها.ـ و حوكم الباب فحاول التظاهر بالتوبة والرجوع، ولم يصدقوه فقد عرف بالجبن والتنصل عند المواجهة ، فحكم عليه بالإعدام هو و صاحبه الزنوزي ، وذلك في 27 شعبان سنة 1266 ه‍ ـ 8 يوليو 1850 .
العداء و الثأر :
أكنَّت البابية كل مشاعر الكراهية و البغض للشاه ناصر الدين ، كما كان هناك مخزون هائل من الحقد يحملونه عليه ، و ثأرٌ كامنٌ ينتظرون الفرصة لإيقاعه ، فقد أباد البابية إبادة شبه تامة ، بل حدثت مجازر تشيب منها الولدان للبابية في مازندران ، مما جعل البابية تتستر مرة اخرى نحت مسمَّى الشيخية التي انبثقت منها ، أو تمتد الى نحلة غنوصية سميت فيما بعد بالبهائية نسبة الى البهاء .
محاولات البابية اغتيال ناصر الدين شاه:
ـ في سنة 1852 م اشتركت قرة العين و بهاء الله في مؤامرة قتل الشاه ناصر الدين القاجاري (تولى 1848ــ توفي 1896م ) فقبض عليهما وحكم على قرة العين بأن تحرق حية ولكن الجلاد خنقها قبل أن تحرق في أول ذي القعدة 1268 ه‍ الموافق 1852 م. . كما زج ببهاء الله في سجن سياه جال (النقرة السوداء) لعدم توفر الأدلة ضده .
الأفغاني و البابية :
يترجح لدى المتأمل
في سيرة جمال الدين أنَّه كان بابياً لعدة قرائن :
1
ـ فقد كان يدعو الى وحدة الأديان، و الذي دعت إليه البابية من قبل : يقول مصطفى غزال في كتابه "دعوة جمال الدين"
(
كما يجب ألا يغرب عن ذهننا أن البهائية التي ورثت البابية كانت تجمع في صفوفها مختلف الأصناف والمعتقدات ، فلا مانع عندهم من الجمع بين البهائية وبين أي معتقد آخر ) .و قد جعل الافغاني لذلك مدخلاً ، ألا و هو الدعوة الى "التقريب بين أهل السنة والرافضة" ، و الذي دعا إليه مع تلميذه محمد عبده ، في وقت لم يكن فيه ما يبرر تلك الجهود ، إذ كانت الصلات مقطوعة تماماً مع العالم الشيعي .
.
2
ـ أنه مولود في أسد آباد من أعمال مازندران بايران ، وهي منشأ البابية و ربيبتها البهائية ، كما أنَّ العجم يسمون "البابية" بالمازندرانية .
3
ـ كما وصفه أبو الهدى الصيادي الصوفي أنه مازنداني ( أي بابي ) من أجلاف الروافض وأنه مارق من الدين . " تاريخ الأستاذ الإمام لمحمد رشيد رضا" / 1/90.
4
ـ أن البابية و البهائية لها صلات قوية بالاستعمار الانجليزي .
5
ـ كان الشيخ محمد عبده قد حرص خلال إحدى زياراته إلى بيروت, سنة 1883.على الاجتماع برأس البهائية عباس افندي ابن البهاء ـ "صاحب الباب " و مؤسس نحلة البهائية و التي هي امتداد للبابية ـ و أبدى اعجابه الشديد به .فكتب الأمير شكيب ارسلان، الكاتب والأديب المعروف، عن الإمام محمد عبده، فصلاً تحت عنوان "نبذة ثانية من سيرته في بيروت". وتضمن هذا الفصل الوصف التالي لعلاقة ألإمام محمد عبده بعباس أفندي: "لم يكن يطرأ على بيروت أحد من معارفه أو من الأعيان المشهورين إلا وقام بسنّة السلام عليه ، وقد يُجله ويحتفي به ولو كان مخالفًا له في العقيدة ، ولم أجده احتفل بأحد أكثر من احتفاله بعباس أفندي البهاء ، وكان يكرِم في عباس أفندي العلم والفضل والنبل والأخلاق العالية وكان عباس أفندي يقابله بالمثل...". تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، تأليف محمد رشيد رضا ص 407وأدلى محمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار الشهيرة، بمثل ذلك في سياق حديثه مع الشيخ محمد عبده عن البهائية قائلا:
"
ثم سألته عن عباس أفندي وقلت أسمَعُ انه بارع في العلم والسياسة وأنه عاقل يُرضِي كل مجالس. فقال: "نعم إن عباس أفندي فوق هذا، انه رجل كبير، هو الرجل الذي يصح إطلاق هذا اللقب ( كبير ) عليه."تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، تأليف محمد رشيد رضا ص 931
6
ـ انقلاب الشاه ناصر الدين شاه إيران ـ و بِحِدَّةٍ شديدة ـ على جمال الدين ، بعد أن كان هو من عرض عليه منصب رئيس الوزراء ، و لا يمكن تبرير ذلك إلاَّ بكون الشاه كان قد علم أن الافغاني مازندراني بابي ، و لا ننسى أن البابية لهم ثأرٌ قديم لازم مع الشاه ناصر الدين الذي أوقع بهم أنواعاً من المجازر و أصنافاً من الإبادة الجماعية ممَّا جعل الشاه ناصر الدين يقبض على جمال الدين و يخرجه من إيران إلى العراق سنة 1309هـ 1891م.
7
ـ عِداء جمال الدين البالغ للشاه ناصر الدين "طُلبة البابية " ودعوته للأمة الفارسية إلى خلعه ، و من ثم التخطيط لاغتياله ، حتى استطاع ذلك عن طريق "ميرزا رضا الكوماني" الذي تقبل فكرة اغتيال ناصر الدين ، ومن ثمَّ اغتاله سنة 1314 هـ 1896 م .
8
ـ أن الاتهام الرسمي الذي اطلقته حكومة ناصر الدين شاه للافغاني بعد طرده أنه كان بابياً مفسداً !!!! ـ و عند جهينة الخبر اليقين ـ

ـ كما ترجم له الشيعة في كتبهم ، مثل آغابزرك الطهراني في كتابه "أعلام طبقات الشيعة" ومحسن الأمين في كتابه : "جمال الدين الأفغاني" ، وغيرهم .
ـ اختيار الشاه ناصر الدين للأفغاني ليكون رئيساً لوزراء دولته ، و بالطبع فإنه لا يمكن أن يقع اختيار قادة ايران على عالم من علماء السنة من بلاد الأفغان ليكون الرجل الثاني أو الثالث في البلاط ، و عندما وقعت الخلافات بينه و بين الشاه لم يقل أحد من رجال البلاط أو من علماء الشيعة أن الأفغاني سني أو عميل من عملاء الخليفة العثماني لاسيما و هم يعرفون إقامته في بلاد اهل السنة ، و لكن كان كل ما قيل عنه أنه : بابي مفسد.
ـ عندما نفِيَ الأفغاني من مصر لم يأت لتوديعه في السويس سوى القنصل الإيراني ، و نفر من التجار الإيرانيين الساكنين في مصر .. فما هو السبب الذي جعل أولئك الإيرانيين يفعلون ذلك ، إن لم تكن لهم مع الأفغاني رابطة خاصة .
عندما اشتد العداء أخيراً بين الشاه و الأفغاني ، أخذ أعوان الشاه يشوهون سمعة الأفغاني ، فأشاعوا عنه أنه بابي ، و أنه غير مختون ، و لكنهم لم يشيعوا عنه أنه سني أو أفغاني ، و كان من السهل عليهم أن يفعلوا ذلك لو كان الأفغاني أفغانياً "حقاًّ ".
ـ يقول عبد المهدي فلاح الأصفهاني معلقاً على رسالة وجهها إليه جمال الدين ، وأمره بنشرها بعد موته ، فيقول : إن مشاهير الأحرار الإيرانيين اضطروا في عهد الشاه ناصر الدين و عماله إلى هجر وطنهم و الالتجاء إلى البلاد الشرقية الإسلامية هرباً من الظلم ، فلقب بعضهم – كالسيد جمال الدين – بالأفغاني ، و هو في الحقيقة إيراني صميم .
لا ريب في كون جمال الدين شيعيا رافضياً ، لعدة اثباتات و اعترافات تصل بمجموعها الى حد العلم اليقيني الاضطراري بتشيعه .فمن ذلك :
1
ـ ما ذكره مريده و أخص تلاميذه بل صاحبُ سِرِّه الشيخ محمد عبدة في فاتحة تعريبه لرسالة الرد على الدهريين : إن السيد جمال الدين و إن كان في الحقيقة فارسياً ، فقد انتسب إلى الأفغان لأمرين :- أ - أن يكون من السهل عليه الظهور بمظهر السني لا الشيعي . ب - أن يستطيع الخلاص من رقابة الحكومة الإيرانية لرعاياها في الخارج .
2 -
كما صدر في برلين عام 1926م كتاب بالفارسية في سيرة الأفغاني بقلم الميرزا لطف الله خان ، ويدعي المؤلف أنه ابن أخت الأفغاني ، وأنه اجتمع به في طهران عند ذهاب الأفغاني إليها عام 1886م ، و يحتوي الكتاب على صور فوتوغرافية واضحة تجمع الأفغاني و الميرزا لطف الله خان مع زمرة من رجال الدين الإيرانيين ، و قد ترجم الكتاب إلى العربية في مصر عام 1957م ، و لم يظهر أحد من أقارب جمال الدين حتى الآن ليكذب المؤلف أو يتحداه على وجه من الوجوه ـ لا سيما مع اشتهار الكتاب ؟؟
نشأته الشيعية :
نسبه الصحيح :هو جمال الدين هو جمال الدين بن صفدر المازندراني الشيعي الرافضي المولود بأسد آباد من مازندران في همدان ببلاد ايران عام 1254هـ 1838م ،الذي اشتهر بين الناس بالأفغاني .وقد اختلف المترجمون في نسبه لأنه كان يظهر في كل أرض باسم جديد وشخصية مختلفة ،
ومن هذه الأسماء:جمال الدين الإستانبولي ..جمال الدين الأسد آبادي ..جمال الدين الحسيني ..جمال الدين الافغاني الكابلي .. جمال الدين الطوسي ..جمال الدين الرومي .. قال علي الوردي في كتابه « لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث » (3/313) : « وقد اعتاد الأفغاني أن يغيّر لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر ، فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقِّب نفسه بـ( الأفغاني ) بينما هو في إيران يلقِّب نفسه بـ(الحسيني) . وكان الأفغاني يغير زيّه ولباس رأسه مثلما كان يغيّر لقبه ، فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة ، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر لبس العمامة البيضاء فوق طربوش ، أما في الحجاز فقد لبس العقال والكوفية
الأفغاني كان شيعياً :

ليست هناك تعليقات: