بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 نوفمبر 2011

اية الله العظمى جمال الدين الافغاني الماسوني (2)

سلوكيات جمال الدين :
قال سليم عنجوري كما في كتاب « لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث » للوردي (3/113) « كان (الأفغاني) يكره الحلو ويحب المر ، ويكثر من الشاي والتبغ ، وإذا تعاطى مسكراً ، فقليلاً من الكونياك ". و أكد ذلك محمد رشيد رضا الذي يقول : ( كان الافغاني يشرب قليلا من الكونياك - وهو نوع من الخمر) " تاريخ الأستاذ الامام " (1/49) . و كان جمال الدين ممن يشجع على السفور ، بل هو باذر نبتته ، فقد نقل أحمد أمين عن جمال الدين أنه كان يقول : ( وعندي أنه لا مانع من السفور إذا لم يتَّخذ مطيَّة للفجور) « زعماء الإصلاح في العصر الحديث » (ص 114) وقد تبنى هذه الفكرة تلامذته من بعده ، و نشروها بكل جد واجتهاد ـ لا يُحمدون عليه ـ و بالأخص تلميذه محمد عبده .ـ وذكر الشيخ يوسف النبهاني مفتي بيروت أنه : ( اجتمع به ـ أي بالافغاني ـ سنة 1287 هـ في مصر حين كان مجاورا بالأزهر ولازمه من قبل المغرب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب) ـ كما ذكر مثل ذلك عن تلميذه محمد عبده فقال :
(
الذي أعلمه من حال الشيخ محمد عبده ، وكل من عرفه يعلمه كذلك ، أنه حينما كان في بيروت منفيا كان كثير المخالطة للنصارى والزيارة في بيوتهم والاختلاط مع نسائهم بدون تستر . هذا مما يعلمه كل من عرف حاله في هذه البلاد ، فضلا عن أسفاره المشهورة الى بلاد أوروبا واختلاطه بنساء الأفرنج وارتكابه المنكرات من شرب الخمر وترك الصلوات . ولم يدَّعِ هو نفسه الصلاح ، ولا أحد توهمه فيه . فكيف يكون قدوة وإماما في دين الأسلام ، نعم هو إمام الفسَّـاق والمرّاق مثله ، ولذلك تراهم على شاكلته ، لا حج ولا صلاة ولا صيام ولا غيرها من شرائع الأسلام " وقال بعد ذلك :
"
دعاني رجل من أهل جبل لبنان سنة 1305 هـ وهي توافق 1888 مـ الى بيته فتوجهت معه فوجدت هناك الشيخ محمد عبده . فتصاحبنا من الصباح الى المساء لم أفارقه نهارا كاملا . فصليت الظهر والعصر ولم يصل ظهرا ولا عصرا . ولم يكن به علة ولا عذر له ،إلاَّ خوفه من أنه إذا صلى بحضوري يقول أولئك الحاضرون الذين كان لا يصلي أمامهم أنه يرائي في هذه الصلاة لأجلي ، فغلب عليه شيطانه ، وأصر على عدم الصلاة ، وإلا فقد بلغني عنه أنه كان يصلي تارة ويترك أكثر " نقلا عن كتاب"الأسلام والحضارة الغربية" للأستاذ الدكتور محمد محمد حسين.ـ و قد ذكر النبهاني ذلك أيضاً في رائيته الصغرى ، إذ يقول :

(
و لكنكم مع تركه الحج مرةً ................ و حجٍّ لباريس و لندنة عشرا ومع تركه فرض الصلاة و لم يكن ............ يسرُّ بذا بل كان يتركها جهرا و مع كونه شيخ المسون مجاهراً ............ بذلك لا يُخفي أخُوَّتهم سراًّ
ومع غير هذا من ضلالاته التي ........... بها سار مثل السهم للجهة الأخرى
تقولون أســتاذٌ إمام لديننا ............ فما أكذب الدعوى وماأقبح الأمرا و نحن نراه عندنا شر فاسقٍ ........... فيُقتلُ فسقاً بالشريعة أو كفراً ).الرائية الصغرى ضمن كتاب العقود اللؤلؤية من المدائح النبوية للشيخ يوسف النبهاني . ص 383

.
أسفاره و مغامراته.
في الهند (المرة الأولى ):
بعد أن تم اعداد جمال الدين اعدادا متقنا من فبل الاستعمار البريطاني، تم ارساله الى الهند التي كانت تقبع في ذلك الوقت تحت الاحتلال الانجليزي ، فارتحل جمال الدين وهو في الثامنة عشر من عمره الى الهند ، حيث احتضنه الاستعمار هنالك، وأقام بها سنة وبضعة أشهر يدرس العلوم الحديثة على الطريقة الأوربية و يتعلم فيها بعض العلوم الحديثة ، و هناك رأى أن يؤدي فريضة الحج ، فاغتنم هذا الفرصة وقضى سنة ينتقل في البلاد ، ويتعرف احوالها ، وعادا ت أهلها ، حتى وافى مكة المكرمة سنة 1273 هـ ( 1857 م ) .
في أفغانستان :
ثم أرسل ـ في مهمة استعمارية ـ الى افغانستان، و ليكتسب ـ أيضاً ـ النسبة الافغانية ، و هنالك كلِّف بكتابة "تاريخ افغانستان " إمعانا في التمويه.وقضى جمال الدين ثمان سنوات قضاها في بلاد الافغان كانت حافلة بأنواع الدسائس و المكائد بين امراء تلك البلاد ، مِما أجج الحرب بين كل من محمد أعظم ، و شير علي ابني الأمير حاكم افغانستان دوست محمد خان خلال تلك الفترة .في الهند (المرة الثانية ):ثم عاد الى الهند عام 1869م ، فلما وصل إلي التخوم الهندية تلقته الحكومة الانجليزية بالحفاوة والإكرام لترسله في مهمة جديدة إلى أرض الكنانة ، حيث قدم على ظهر باخرة بريطانية إلى ميناء السويس. في مصر (المرة الأولى ) :
في أوائل سنة 1870 م ( أواخر سنة 1286 هـ ) قدم الافغاني الى مصر لأول مرة ، و استقبل بكل حفارة وأقام بمصر أربعين يوماً ، ومُكَّن من التردد على الأزهر ، فاتصل به كثير من الطلبة ، وقرؤوا عليه شروحاً في المنطق و الفلسفة ، في بيته الذي نزل به بخان الخليلي ، ثم عزم على السفر الى الأستانة.في تركيا (المرة الأولى ) :
وصل السيد جمال الدين إلي الأستانة ، فلقي من جمعية الاتحاد و الترقي حفاوه وإكراماً ، فلم تمض ستة أشهر حتى كان عضواً في مجلس المعارف ، و بدا واضحا لأهل العلم غرابة توجهاته وخبثها ، مما جعله محل نقمة و سخط علماء الدولة ، لا سيما شيخ الإسلام حسن فهمي أفندي.وإثر محاضرة ألقاها في جمع حاشد في رمضان سنة 1287 هـ (ديسمبر سنة 1870 م ) في دار الفنون للحث على الصناعات ، قال فيها جمال الدين : أن النبوة صناعة مكتسبة ، رماه علماء الأستانة بالإلحاد والمروق من الدين.و ألَّف الشيخ (خليل فوزي الفيليباوي) إثر ذلك كتابا باللغة العربية عَنونَه بـ ..(السيوف القواطع) للرد على عقيدة الأفغاني ، وترجم الكتاب في تلك الفترة الى اللغة التركية ، مما حدا بالدولة العثمانية أن تصدر أمرا بإخراجه من البلاد .
الأفغاني و اسماعيل :
من الأمور التي لم يختلف فيها المؤرخون المحققون أن الأفغاني كان رأساً كبيراً في الماسونية العالمية ، ولكونه من كبار الماسون العالميين فقد استقدمه رياض باشا ـ اليهودي الأصل ـ و رئيس الوزراء في عهد اسماعيل باشا ـ بأمرٍ من اسماعيل باشا "الماسوني" الى مصر.ومع كثرة البلاد التي طاف بها الأفغاني يمكن القول أنه لم يُحدث أثرا في أي من هذه البلاد كما أحدث في مصر التي أقام بها قرابة ثماني سنوات بدأت في مارس 1871 وامتدت حتى أغسطس 1879 .حيث دخل السيد جمال الدين الافغاني مصر ـ للمرة الثانية ـ في مارس في أول المحرم سنة 1288 هـ ( مارس سنة 1871 م ) ، فأجرت عليه حكومة إسماعيل باشا راتباً مقداره ألف قرش كل شهر ، دون عمل ، و كان الطلبة يقرؤون عليه في بيته في علم الكلام ، والحكمة النظرية ، من طبيعية وعقلية ، وعلوم الفلك ، والتصوف كنوع من التضليل .و ، وتولى رياض باشا رعايته فيها ، وأعد له سكنًا في حارة اليهود حيث يمكن الافغاني انشاء جمعياته السرية . و بمساعدة من رياض باشا ضم الافغاني إليه عددًا كبيرًا من أصحاب النفوذ في مصر .وكان اسماعيل باشا قد استقدمه لأمرين :
1
ـ أن اسماعيل باشا كان أيضاً ماسونيا:بل و متحمساً للماسونية مع ميل جارف
الى الاوربيين ، فلذلك رحب بأحد أكابر الماسونيين العالميين الذين يسيرون في فلك الماسونية العالمية ، لا سيما البريطانية منها .2ـ طموحات اسماعيل باشا الانفصالية :فليس خافياً ما كان يبذله اسماعيل باشا من المساعي للانفصال عن تركيا في ذلك الحين ،
وظهوره بمظهر العاهل المستقل ، كمافي المعرض العالمي في باريس سنة 1867 ،
وفي إغفاله دعوة السلطان إلي حضور حفلات افتتاح القناة سنة 1869 ، وعزمه على اعلان استقلال مصر التام في تلك الحفلات ـ لولا العقبات السياسية التي اعترضته مما أوجد انواعاً من مظاهر الفتور والجفاء بين الخديوي والسلطان والتي كادت أن تقطع الروابط بينهما .وأخصها فرمان نوفمبر سنة 1869 الذي اصدره السلطان منتقصا من سلطة الخديوي .فقد كان إسماعيل يرى في حكمه منافساً لحكومة الأستانة في المكانة والنفوذ السياسي ، وينظر إليها بعين الزراية ، ولا يرضى لمصر أن تكون تابعة لتركيا ، ولا أن يكون هو تابعاً للسلطان العثماني ، مستطيلاً بذلك بعلاقاته مع الانجليز ، إذ كان يطمح للانضمام الى اوربا ، وكان كثيرا ما يصرح بأن حلمه الأكبر أن يجعل من مصر قطعة من أوربا .ولذلك فقد وجد اسماعيل باشا ضالته في الافغاني الذي كان يناهض الحكم العثماني أينما حل.الأفغاني و العمل السري:مما يريب اللباحث في شخصية الافغاني وأهدافه -أيضاً- أن جلٌُّ نشاطاته كانت تتم بالخفاء حيث ما حل ، وأنَّى ارتحل ، و قد اتجه جمال الدين للانخراط في العمل السري ـ منذ دخل مصر ـ بعدة وسائل ، فمن ذلك : أـ الانخراط في الماسونية:
سرعان ما اتصل الافغاني بالماسونية العالمية بالديار المصرية منذ حل في أرضها ، فانضم مباشرةً إلى المحفل الماسوني البريطاني .وفي كلمة ألقاها في المحفل البريطاني عاب فيها عليهم عدم التدخل في السياسة، يقول فيها: «دعوني أكون عاملاً ماسونياً نزيهاً متجنباً للرذائل، إذا لم يكن حرصاً على شرف شخصي؛ فتخوفاً من أن تعاب الماسونية بي، فيتخذني الأغيار سهماً للطعن بها وهي براء منه، وما ذنب الماسونية إلا أنها قبلتني بين أفرادها دون اختيار صحيح، وأبقت عليّ من غير تبصُّر؟!) .إلاَّ أنه استقال من المحفل الاسكتلندي البريطاني ـ كخطوة سياسية ـ ،إذ كيف يكون من سيتصدر الثورة ضد الاحتلال الانجليزي أمام الجماهير عضوا في محفل ماسوني بريطاني .ـ و التحق بمحفل كوكب الشرق التابع لفرنسا ، و هو أول محفل إشتغل باللغة العربية ، وكان لايؤمه إلا المصريون فحسب أو من هم في حكمهم، وقد ترأسه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وبعض الشوام. ـ ثم انتقل بعد ذلك إلى ووجه الافغاني خطابا الى المحفل الماسوني الفرنسي، يطلب فيه الانضمام إليهم؛ قال فيه:
«
يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة -جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة-: بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل»( 13). ـ وبعد ثلاث سنوات أصبح من أهم رجال المحفل الماسوني، بل تم اختياره رئيساً له؛ كما جاء في رسالة المحفل إلى جمال الدين، وهي: لوج كوكب الشرق نمرة 1255 في القاهرة بمصر و7 جنايو 1878/5878 إلى الأخ جمال الدين المحترم. إنه لمعلوم لديكم بأن في جلسة 28 الماضي، وبأغلبية الآراء صار انتخابكم رئيس محترم لهذا اللوج لهذا العام؛ ولذا قد نهنيكم ونهني ذواتنا على هذا الحظ العظيم، وعن أمر الرئيس محترم الحالي أدعو إخوتكم للحضور يوم الجمعة القادم 11 الجاري الساعة 2 عربي بعد الغروب إلى محفل هذا اللوج لأجل استلامكم القادوم بعد إتمام ما يجب من التكريز الاعتيادي، ثم سيصير يوم الخميس 10 الجاري الساعة 6 أفرنجي مساء -تكريز رئيس محترم لوج كونكورديه، فالرجاء حضوركم في اليوم المذكور للاشتراك في الأشغال، وفي الحالتين ملابسكم تكون سوداء، ورباطة الرقبة والكفوف بيضاء، واقبلوا منا العناق الأخوي . كاتب سر نقولا سكروج .
.
و سواءٌ ترأس الافغاني المحفل الاسكتلندي البريطاني أو المحفل الفرنسي ، فكلا المحفلين كانا يخدمان المخطط الانجليزي الفرنسي لتسليم مصر الى بريطانيا مقابل اعطاء المغرب لفرنسا .ـ و استقال الافغاني من المحفل وأنشأ محفلا آخر تابع للشرق الفرنسي الذي سرعان مابلغ أعضاؤه أكثر من 300 عضواً من نخبة المفكرين والناهضين المصريين ولما كان هذا المحفل مطلق الحرية ، فقد دعاه محفل "كوكب الشرق".ب ـ الافغاني والجمعيات السرية :وكذلك أنشأ الافغاني الجمعيات السرية ، ومن هذه الجمعيات السرية: أَ ـ الحزب الوطني الحر ، والذي لم يمضِ على تأسيسه عام واحد حتى :ـ أصبح أعضاؤه 20180 عضوًا ؟؟
ـ و أصبح له رصيد ضخم من المصارف ؟؟؟
بَ- جمعية مصر الفتاة وأنشأ جمعية "مصر الفتاة" ، وكان معظم أعضائها من شبان اليهود. ـ و قد تبع تلاميذ الشيخ جمال الدين الافغاني شيخهم في الانضمام إلى الماسونية و الجمعيات السرية ، و منهم كثير من الأدباء و المفكرين ، و الزعماء السياسيين ، ومن أهمهم : ـ* تلميذه محمد عبده ، و الذي ورث الماسونية الفكرية المتلبسة بلباس الدين .ـ * سعد زغلول ، و الذي ورث الماسونية السياسية ، و الذي اختاره اللورد كرومر وزيراً للمعارف عام 1907م ثم انتخب وكيلاً للجمعية التشريعية المصرية.و بعد الحرب العالمية الأولى كون سعد وفداً لمفاوضة الإنجليز حول استقلال مصر عن الأمبراطورية البريطانية فأطلق شرارة ثورة 1919م.ثم كون حزب الوفد المصري وفاز في الانتخابات البرلمانية عام 1924م وكون الوزارة واصبح أيضاً رئيس البرلمان المصري ثم استقال من منصب رئيس الوزراء ثم انتخب رئيساً للنواب عام 1925م و توفي عام 1927.و يعتبر سعد زغلول من أهم دعاة العلمانية ، وله الدور العملي الاساسي بحركة السفور بمصر مع صديقه قاسم أمين تلميذ الشيخ محمد عبده و صاحب كتاب "المرأة الجديدة " في الدعوة الى تحرير المرأة والسفور .و قد ألف الشيخ محمد عبده أكثر فصول الكتاب ، و دافع عنه ، و سار بذلك على خطى شيخه الأفغاني الذي صرح بأنه لا يرى تحريم السفور إذا لم يكن مطيةً للفجور يقول محمد عمارة : " والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ... وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده ، وعدة فصول كتبها قاسم أمين ، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية ، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين " : " الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده " (1/247 - 248 ) .ـ و قد اتخذ الافغاني الأعوان والمساعدين من اليهود والنصارى، فقد جعل من معاونيه يعقوب صروف النصراني صاحب الأموال، و يعقوب صنوع أبو نظارة اليهودي ، والذي رثاه الافغاني في «العروة الوثقى»، وسليم عنجوري النصراني الذي تسلم صحيفة «مرآة الشرق». ـ و كانت سياسة حكومة اسماعيل باشا التي أفضت إلى تدخل الدول في شؤون مصر وامتهانها كرامة البلاد واستقلالها قد ولَّدت الكراهية المطلقة لدى الشعب المصري لنظام حكم اسماعيل باشا . عند ذلك أنشأ الافغاني الكثير من الأدوات الماسونية كالأحزاب السياسية و الحركات الوطنية المشبوهة ، و المجلات و الجرائد الساخنة التي سخرها لمحاربة البلاط الملكي .وما أنشأه غير الماسون تمت فيما بعد سرقته ماسونيا من قبل جمال الدين الافغاني وتلامذته .في هذه الأثناء زاد خطر الأفغاني لكونه كان على قائمة الهرم الماسوني ، والذي ترتبط به كثير من الحركات الوطنية ، فأسس الصحف المختلفة و شارك في الكتابة فيها ، كما بدأ في بث اطروحات سياسية كالحياة النيابية ، و البرلمان ، والمشاركة الشعبية ، و المجالس الوطنية ممَّا أسهم في تسخين الشارع المصري .ـ ولم يتجه جمال الدين الى المشاركة السياسية العلنية ضد الانجليز و القصر الملكي إلا حوالي سنة 1876 بعد تطبيق سياسات التدخل الانجليزية .ثم بدأت خطورة جمال الدين تكبر شيئاً فشيئاً ، و غي سنة 1878 كانت له
الكلمة الفصل في الحياة السياسية عبر أدواته الاعلامية و السياسية من خلال
تلاميذه الماسون الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة .و هناك من انخدع به كأحمد عرابي باشا ، مِمَّا جرَّ ـ على ارض الكنانة ـ الكثير من الويلات ، و أنواع المضائق والأزمات .بل وصل بالأفغاني الأمر أن فكر في اغتيال الخديوي إسماعيل أثناء مروره على كوبري قصر النيل ، فقد كان جمال الدين متفقًا على برنامج الحكم مع ابنه توفيق الذي كان الأفغاني قد نجح في ضمه إلى محفله الماسوني .

ليست هناك تعليقات: