بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2012

اذا كانت الجنه لاموت فيها فكيف يأكل اهل لحم طير مما يشتهون ؟

سأل سائل فقال : إذا كانت الجنة لا موت فيها ، فكيف يأكلون فيها لحم الطير وهو حيوان قد فارقته الروح . فأجيب : بأنه يجوز أن لا يكون ميتاً ، وهذا جواب في غاية الغثاثة . قال ابن عقيل : وما الذي أحوجه إلى هذا ، والجنة دار لا يخلق فيها أذى ولا نصب لا مطلقاً . بل لا يدخل الداخل إليها ذلك على طريق الإكرام ، كما قال تعالى : إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى [ طه : 118 ] ، وذلك مشروط بالطاعة ، فإذا جاز ذلك في حق آدم علم أنه ليس بواجب في حق الطير ولا يمتنع في قدرة الله تعالى أن يكون هذا الطائر مشوياً لا عن روح خرجت منه أو عن روح خرجت خارج الجنة ، وولج الجنة وهو لحم مشوي قلت : وما الذي أوجب هذا التكلف كله ، فالجنة دار الخلود لأهلها وسكانها . وأما الطير فهو نوع من أنواع الأطعمة التي يحدثها الله لهم شيئاً بعد شيء فهو دائم النوع ، وإن كان آحاده متصرمة كالفاكهة وغيرها ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين ينحر لهم يوم القيامة ثور الجنة الذي كان يأكل منها ، فيكون نزلهم . فهذا حيوان قد كان يأكل من الجنة فينحر نزلاً لأهلها والله أعلم

بدائع الفوائد لإبن قيم الجوزيه

ليست هناك تعليقات: