إنه أحد أقاربي رجلُ في الثلاثين من عُمره "طُول بعرض" مُتزوجٌ وله أطفال سافرت زوجَته فاستأذنني لينام عِندي ، رحبتُ به أهلاً وسهلاً حيا الله من زارنا
وإن كان في القلب أسئلة بحاجه إلى إجابات " الرجُل عنده منزل فلماذا ينامُ عندي ؟"
الحقيقه أخذتُ أستدرجُه بالكلام شيئاً فشيئاً حتى فَجرها مُدوية " سأقول لك الحقيقه أنا أخافُ من النوم وحدي" سألتُه لماذا ؟ نضطرُ كثيراً لهذا الأمر ففي الحياه مواقف تأبى أن تطيعنا فنُطأطئ رؤوسنا مذعنين
قال بدأ هذا منذُ الصِغر منذُ أن كانت والدتي تُخيفنا بالغوله وحتى ما رأيته قبل خمسة وعشرين عاماً من أفلام الرعب لازلتُ أذكُره كلما كُنت وحدي ، أخافُ الظلام أُحِس بتلك المخلوقات الغريبه البشعه وهي تمص رقبتي لا تفارقني تلك التخيُلات وقد اضطرني الأمر مرةً السفر وحدي الى مدينه لمهمة عمل فلما جن الليل وأرخى سدوله رُحتُ أبحث عن فنادقها وخاناتها ساعات فلما أرى الغرفه ينتابني ذلك الشعور الغريب وأرى الغوله في زواياها فأفر هارباً ،حتى كان الملاذَ الأخير " فندق الخمسُ نجوم " بغرفه تطل على شارع فسيح مُضاء فارتاحت نفسي ودفعتُ الأجُره على الفوررغم أن السعر تضاعف ثلاث مرات عن الخانات التي رأيت
وبتنهيده قالها أنهرُ زوجتي كلما أخافت طفلي الصغير ضامةً شفتيها مبحلقةً بعينيها بوووووو لاتفعلي ذلك مجدداً ارجوكي لكنه لم يخبرها عن السبب
كنتُ أنظر في عينيه وهو يروي تلك المأساة كنتُ أنظر إلى جسم رجُل وقلب طفلِ صغير أبى أن يفارق ذلك الجسد رغم كل تلك السنين شعرت بالحُزن على حاله فرحمته أوصيته بكثرة الذكر والحفاظ على الأوراد وقراءة المعوذات ودعوت الله له أن يشفيه من تلك الوساوس وأن يمن على قلبه بالطمأنينه وتركت له النور مشعلاً وذهبت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق