بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 مارس 2012

مَقعَد الأبَنوس وحِمَارِ الحَكِيم

سألتُ وأنا صَغير أحدَ معارفي " أكبرُ مني بكَثير" وأنا أجلسُ على مَقعدٍ وثيرٍ لامعٍ في مَنزله بَدا وكأنهُ على الطراز الفكتوري  " قبلَ سَنوات ليسَت بالبعيده عُموماً " وقد طََرقتُ عليه بيدي يَبدو هذا من خَشبِ الأبنوس ولا أدري يومها أيَن قَرأتُ كلمة " أبنوس" لكن خَشيتُ أن أنساها فَطِرتُ لأضَعها في أقربِ جُملهٍ مفيده متباهيا  بَمعرفتي الأثاث الجَيد من الرديء فأجابني  لا ليسَ من الأبنوس بل من خَشبِ الورد المنقوع بزيتِ الزيتون فقُلت ماشاء الله يبدو باهظ الثمن جِداً..

كان هذا الرجل يهزءُ من جَهلي " رغَم أنني إعتبرتُ نفسي مُثقفا تلك الفتره فقد قرأت لابن كثير وأجاثا كريستي ووليم شكسبير" ولم أكُن يومها رأيتُ شَجرة الوردِ ولا عَرفتُ قيمة زيتِ الزيتون فانطلت علي الكذبه لسنوات رغم أن ذاك المقعد كُلما تذكرتُه ذهب عقلي فورا إلى صناديق الطماطم وعلى الطرازِ الجاهلي أيَضاً

وعلى ذكر الطَرق والشَيء بالشيء يُذكَر رأيتُ رجلاً يَضربُ بكفه على جدار عند مُعاينته منزلاً ليشتَريه بدا كمن يتفحصُ خَروف العيد أو حتى بِطيخه

وقديماً قالوا أن حكيما جلس يستريح في طريق فرأى حماراً على مقربةٍ منه، و سمعه يقول: متى يُنصفُني الزمان فأركب؟!! فأنا جاهلٌ جهلٌ بسيط، وصاحبي جاهلٌ جهلٌ مُركب فاستغرب الحكيم ما قاله الحمار و اقترب منه وسأله عن الفارق بين الجاهل البسيط و الجاهل المُركب. فقال الحمار للحكيم: الجاهل البسيط هو من يعلم أنه جاهل، أما الجاهل المُركب فهو من يجهل أو يتجاهل أنه جاهل

وأذكرُ أنني طالعتُ سيرهً ذاتيه لشخصٍ مُتحذلق كَتًب فيها من ضمن مَواهِبه " أعرفُ شَيء عَن كُل شَيء وكُل شيء عن شيء" وعندما بدت هذه العِباره طَلسَميه تدلُ على جَهلٍ مُركب " عَرفتُ ذلك بعدَ حادثة الأبنوس طبعاً" رَفضتُ الطلبَ على الفَور 

نَظُن وقد قرأنا كِتابين إثنين أنَنا اقتَربنا من قِمة الهرم الثقافي والتي لا يَفصلنا عنها إلا حرف الدال ولا يبدو بعيد المنال كثيراً فلربما كتابانِ آخران  كفيلانِ بذلك ورُبما " أقلُ وأسوَء إلا من رحِم ربي "
فيا منزوعي الدسم الثقافي يا من يحسبون أنفسهم خير من ركب مطايا الثقافه حمار" الحكيم " لخصَ بكلِماته ما يَحتاج الكثير من "الراسِخون في الجهل" سِنيناً لِفَهمه..





هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

جميل ما تكتب والاجمل ان يتعلم الشخص من ماضيه كما تعلمت من قصة خشب الابنوس

والذي اضحكني ماذكرته
وأذكرُ أنني طالعتُ سيرهً ذاتيه لشخصٍ مُتحذلق كَتًب فيها من ضمن مَواهِبه " أعرفُ شَيء عَن كُل شَيء وكُل شيء عن شيء"

لانه ذكرني بشخص كاتب بتعريفه الشخصي على صفحته على الفيس بوك انه يفهم بكل شيء توقيع (كم هو جميل )مشاعر معتمر هههههه اعرفتني يا اخا الاسلام

جِيد المعالي يقول...

نعم عرفتك ربما لأنني أعرفُ شَيء عَن كُل شَيء وكُل شيء عن شيء

خخخخ