بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 مارس 2012

البرتقاليون والطبله والروب الروب


دعاني احد الزملاء لحضور عقيقة واقتداءا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لبيت الدعوه رغم أن ذلك الزميل لم أكن وثيق الصله به ، اصطحبني أحد الزملاء وانطلقنا إلى حيث الاستراحه المخصصه لذاك الغرض
دخلنا المكان الذي بدا مكتظا بالناس ، طبله وضعت على الأرض كانت بالمدخل قلت في نفسي بشرك الله بالخير " تستقبلنا طبله ؟"
جلسنا في المجلس وإذ بزاويته إلى جانب "الوجار" والقهوه والشاي أجهزه موسيقيه وسماعات ضخمه قلت " هذه شقيقات الطبله"
وليست تلك الاجهزه الموسيقيه " والطبله " مالفت انتباهي وحسب بل بعض الرجال أيضا بقبعاتهم " البرتقاليه" الحقيقه توجست خيفه وكأني دخلت جوانتانامو حيث لا أحد منهم يشبه عمال البلديه لدينا لكي تستريح نفسي ، قلت لزميلي المرافق من هؤلاء الرجال البرتقاليين قال لا تخف ليسوا سجناء جوانتانامو هم فقط أتباع الطريقه البرهانيه الصوفيه

هدأت نفسي قليلا وقلت الحمد لله إذا هم أصحاب " الطبله" قال نعم والطبله وملحقاتها لزوم المديح
أي مديح يازميل ؟ المولد النبوي انتهى منذ أسابيع ، قال هي عادتهم في كل مناسبه " مديح بعد العشاء"
تجمع حولنا بعض أصحاب القبعات " البرتقاليه " حيث بدت أشكالنا كمخلوقات فضائيه سقطت على كوكب "برتقالي"  

وبدأت الحكايه
قال أحدهم نحن صوفيه من أتباع الطريقه البرهانيه وصاحب الحفل كذلك قلت أنعم وأكرم لكن لماذا تعتمرون هذا اللون من القبعات ؟ قال لنتميز بها عن غيرنا من أتباع الطرق الأخرى
"يعني ليميزوا بها الخبيث من الطيب"

قلت لماذا اخترتم أن تكونوا صوفيه برهانيه؟

قال أحدهم التصوف يعني صفاء القلب وسلامته من الأحقاد والضغائن والبعد عن شهوات الدنيا وملذاتها التصوف هو عشق النبي صلى الله عليه وسلم واله التصوف أوراد وأذكار يحددها الشيخ للمريد تميزه عن غيره من أتباع الطرق المختلفه على الطريقه البرهانيه اجتمعنا من جنسيات مختلفه لا نحمل لبعض إلا الحب والود

من رسول الله صلى الله عليه وسلم المدد وعلى الله التوكل
هنا قلت وكأنني لا أعرف كيف تقول أن المدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول في نفس الوقت الأذكار يحددها الشيخ للمريد وتتميز أذكار كل طريقه عن ألأخرى  فأين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا علي 1114 مره في الصباح و1128 مره في المساء ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد تلك الأذكار للشيخ عند اتصاله به في عالم الرؤيا قلت يارجل من عالم الرؤيا إذا تستمدون عبادتكم لا من كتاب الله وسنة رسوله ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من رأه الشيخ في المنام لأتفقت الطرق الصوفيه على أذكار بعينها وأعدادها ولما تميزت الطرق حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من حدد لهم ذلك أضف إلى ذلك أن الدين كمل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ هذا الدين ومن رأه مشائخكم في المنام رأه السلف في اليقظه وأخذوا منه العلم ودونوه في الكتب التي تعرفون

ثم لم يكن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولامن بعدهم يقيمون المدائح لنبيهم " بالطبله " وهذا ذكرني بفتوى السيستاني جواز عبادة الله بطبل "

قال مرافقي على مسمع من الجميع ساخرا أربع على نفسك فكأنك لم تسمع عن الكرامات " هنا أحسست أن زميلي لايريد بي خيراً "

قلت يارجل أي كرامات تلك ؟
قال سلهم عن " كرامة الروب الروب "
قلت وما الروب الروب
تبرع أحدهم بالاجابه فقال ذهب جماعه عن الشيخ الكباشي وهو من الأولياء المعروفين وطلبوا منه حجاباً فأحضر ورقها وكتب فيها " الروب الروب" وملأ الورقه بهاتين الكلمتين فكان هؤلاء يمشون على الماء لا يؤثر فيهم

ثم قال زميلي سلهم عن كرامة العيدروس
قلت أو للعيدروس كرامات ؟ قالوا نعم فلقد كان ولياً صالحاً وله كرامات كثيره فلقد قطع رؤوس طلبته يوماً ثم أعادها كما كانت فسمي عائد الرؤوس وتحولت إلى عيدروس فيما بعد

فهل يستطيع ابن عبدالوهاب فعل هذا؟ قالها ساخراً
قلت لا والله ولا حتى أبو بكر وعمر
" وفي سري ضحكت وقلت تركتم عقولكم عند الاحذيه يا أوباش فصدقتم قول كل ساحر كذاب "

عندها قلت قال لي أحد الصوفيه أن شيخه كان يتنسك داخل شجره لايغادرها الا قليلاً معه حفنه من "اهليج" يأكل منها إذا جاع اشتهت نفسه يوما " الكبده" فاشتراها ثم دفنها في الأرض حتى فسدت ثم أخرجها وأكل منها مخاطبا نفسه أتريدين " كبده " كلي وتقيئ ثم أكل وتقيئ حتى عافتها نفسه بعد ذلك
قالوا نعم وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وكان عمر بن الخطاب في عام الرماده لا يأكل الزيت
قلت بئس القياس قياسكم حتى استدلالكم خاطئ فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم ، يأكل اللحم إن وجده و يأكل لحم الدجاج ، و أحب الأشياء إليه الحلوى و العسل ، ولبس صلى الله عليه و سلم حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح وكذا كان أصحابه وتابعيهم من بعدهم جاء رجل إلى الحسن فقال : إن لي جاراً لا يأكل الفالوذج  فقال  و لم ؟  قال يقول : لا أؤدي شكري  ، فقال  إن جارك جاهل و هل شكر الماء البارد ؟حتى رابعة العدويه الزاهده تقول إن كان صلاح قلبك في الفالوذج ، فكله وقد رئي سلمان الفارسي رضي الله عنه يحمل طعاما على عاتقه ، فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت ومثل هذا كثير والشيخ هذا اشترى من حر ماله ثم أفسد فأين عقله " قل لي بالله أين رأيت مثل فعل هذا عند السلف الصالح

عندها حضر العشاء وقام أتباع الشيخ " أبو كبده " يسرعون الخطى نحو مالذ وطاب وأسرعت أنا أيضاً آخذا بقول الشافعي رحمه الله :
" لو أن رجلا صاحب الصوفية من الصبح إلى الظهر لذهب عقله".
قال محمد تقي الدين ( معقبا ) :
وكذلك دينه وماله يذهبان أيضا، وذلك هو الإفلاس العظيم"


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

اعانك الله على هذه الجلسة
واعتقد وكانك تقول في سر كلامك عاقل يسمع مجنون يحكي ههه