بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 مايو 2012

الحسد طبيعة في الإنسان فقومها "ابن الجوزي"

   رأيت الناس يذمون الحاسد و يبالغون و يقولون : لا يحسد إلا شرير يعادي نعمة الله ، و لا يرضى بقضائه ، و يبخل على أخيه المسلم .
   
فنظرت في هذا فما رأيته كما يقولون ، و ذاك أن الإنسان لا يحب أن يرتفع عليه أحد ، فإذا رأى صديقه قد علا عليه تأثر هو و لم يحب أن يرتفع عليه ، و ود لو لم ينل صديقه ما ينال ، أو أن ينال هو ما نال ذاك لئلا يرتفع عليه و هذا معجون في الطين ، و لا لوم على ذلك .
   
إنما اللوم أن يعمل بمقتضاه من قول أو فعل . و كنت أظن أن هذا قد وقع لي عن سري و فحصي ، فرأيت الحديث عن الحسن البصري قد سبقني إليه .
   
قال : أخبرنا عبد الخالق بن عبد الصمد ، قال : أخبرنا ابن النقود ، قال : أخبرنا المخلص ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثنا أبو روح ، قال : حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام عن الحسن ، قال : [ ليس من ولد آدم إلا و قد خلق معه الحسد . . . ! ! ] .
   
فمن لم يجاوز ذلك بقول و لا بفعل لم يتبعه شيء ! !

ليست هناك تعليقات: