رأيت عادات الناس قد غلبت على عملهم بالشرع ، فهم يستوحشون من فعل الشيء لعدم جريان العادة لا لنهي الشرع !
فكم من رجل يوصف بالخير يبيع و يشتري ، فإذا حصلت له القراضة باعها بالصحيح من غير تقليد لإمام ، أو عمل برخصة ، عادة من القوم ، و إستثقالاً للإستفتاء .
و نرى خلقاً يحافظون على صلاة الرغائب و يتوانون عن الفرائض .
و كثيراً من المتصوفين لا يستوحشون من ظلم الناس ، ثم يتصدقون على الفقراء .
و ربما توانو عن إخراج الزكاة . و تكاسلوا بإستعمال التأويلات فيها .
ثم إذا حضر أحدهم مجلس وعظ بكى كأنه يصانع بتلك الحال .
و منهم من يخرج بعض الزكاة مصانعة عما لم يخرجه .
و منهم من يعلم أن أصل ماله حرام ، و يصعب عليه فراقه للعادة .
و فيهم من يخلف بالطلاق و يحنث ، و يرى الفراق صعباً .
فربما تأول ، و ربما تكاسل عن التأويل إتكالاً على عفو الله تعالى ، و وعداً من النفس بالتوبة .
و منهم من يرى أن إستعمال الشرع ربما كان سبباً في تضييق معاشه .
و قد ألف التفسح فلا يسهل عليه فراق ما قد ألف و العادات في الجملة هي المهلكة .
و لقد حضر عندي رجل شيخ ابن ثمانين سنة ، فاشتريت منه دكاناً و عقدت معه العقد .
فلما إفترقنا غدر بعد أيام . فطلبت منه الحضور عند الحاكم فأبى .
فأحضرته فحلف باليمين الغموس إنه ما بعته ، فقلت ما تدور عليه السنة . و أخذ يبرطل لمن يحول بيني و بينه من الظلمة .
فرأيت من العوام من قد غلبت عليه العادات فلا يلتفت معها إلى قول فقيه ، يقول هذا ما قبض الثمن فكيف يصح البيع ؟ و آخر يقول : كيف يجوز لك أن تأخذ دكانه بغير رضاه ؟ و آخر يقول : يجب عليك أن تقيله البيع .
فلما لم أقله أخذ هو و أقاربه يأخذون عرضي ، و رأى أنه يحامي عن ملكه ، ثم سعى بي إلى السلطان سعاية يحرض فيها من الكذب ما أدهشني ، و يبرطل مالاً لخلق من الظلمة ، فبالغوا و سعوا . إلا أن الله تعالى نجاني من شرهم .
ثم إني أقمت عليه البينة عند الحاكم ، فقال بعض أرباب الدنيا للحاكم : لا تحكم له ، فوقف عن الحكم بعد ثبوت البنية عنده ، فرأيت من هذا الحاكم و من حاكم آخر أعلى منه من ترك إنفاذ الحق حفظاً لرياستهم ما هون عندي ما فعله ذلك الشيخ حفظاً لماله ، لجله و علم هؤلاء ، فينحل لي من الأمر أن العادات غلبت على الناس ، و إن الشرع أعرض عنه .
و إن وقعت موافقة للشرع فكما أتفق أو لأجل العادة .
فإن الإنسان لو ضرب بالسياط ما أفطر في رمضان عادة قد إستمرت . و يأخذ أعراض الناس و أموالهم عادة غالبة !! .
فكم قد رأيت هذا الشيخ يصلي و يحافظ على الصلاة . ثم لما خاف فوت غرضه ترك الشرع جانباً .
و كم قد رأيت أولئك الحكام يتعبدون و يطلبون العلم . غير أنهم لما خافوا على رياستهم أن تزول تركوا جانب الدين .
ثم إن الله تعالى نصرني عليه و تقدم إلي الحاكم بإنفاذ ما ثبت عنده ، و دارت السنة فمات الشيخ على قل ، فنسأله عز وجل التوفيق للإنقياد لشرعه و مخالفة أهوائنا .
فكم من رجل يوصف بالخير يبيع و يشتري ، فإذا حصلت له القراضة باعها بالصحيح من غير تقليد لإمام ، أو عمل برخصة ، عادة من القوم ، و إستثقالاً للإستفتاء .
و نرى خلقاً يحافظون على صلاة الرغائب و يتوانون عن الفرائض .
و كثيراً من المتصوفين لا يستوحشون من ظلم الناس ، ثم يتصدقون على الفقراء .
و ربما توانو عن إخراج الزكاة . و تكاسلوا بإستعمال التأويلات فيها .
ثم إذا حضر أحدهم مجلس وعظ بكى كأنه يصانع بتلك الحال .
و منهم من يخرج بعض الزكاة مصانعة عما لم يخرجه .
و منهم من يعلم أن أصل ماله حرام ، و يصعب عليه فراقه للعادة .
و فيهم من يخلف بالطلاق و يحنث ، و يرى الفراق صعباً .
فربما تأول ، و ربما تكاسل عن التأويل إتكالاً على عفو الله تعالى ، و وعداً من النفس بالتوبة .
و منهم من يرى أن إستعمال الشرع ربما كان سبباً في تضييق معاشه .
و قد ألف التفسح فلا يسهل عليه فراق ما قد ألف و العادات في الجملة هي المهلكة .
و لقد حضر عندي رجل شيخ ابن ثمانين سنة ، فاشتريت منه دكاناً و عقدت معه العقد .
فلما إفترقنا غدر بعد أيام . فطلبت منه الحضور عند الحاكم فأبى .
فأحضرته فحلف باليمين الغموس إنه ما بعته ، فقلت ما تدور عليه السنة . و أخذ يبرطل لمن يحول بيني و بينه من الظلمة .
فرأيت من العوام من قد غلبت عليه العادات فلا يلتفت معها إلى قول فقيه ، يقول هذا ما قبض الثمن فكيف يصح البيع ؟ و آخر يقول : كيف يجوز لك أن تأخذ دكانه بغير رضاه ؟ و آخر يقول : يجب عليك أن تقيله البيع .
فلما لم أقله أخذ هو و أقاربه يأخذون عرضي ، و رأى أنه يحامي عن ملكه ، ثم سعى بي إلى السلطان سعاية يحرض فيها من الكذب ما أدهشني ، و يبرطل مالاً لخلق من الظلمة ، فبالغوا و سعوا . إلا أن الله تعالى نجاني من شرهم .
ثم إني أقمت عليه البينة عند الحاكم ، فقال بعض أرباب الدنيا للحاكم : لا تحكم له ، فوقف عن الحكم بعد ثبوت البنية عنده ، فرأيت من هذا الحاكم و من حاكم آخر أعلى منه من ترك إنفاذ الحق حفظاً لرياستهم ما هون عندي ما فعله ذلك الشيخ حفظاً لماله ، لجله و علم هؤلاء ، فينحل لي من الأمر أن العادات غلبت على الناس ، و إن الشرع أعرض عنه .
و إن وقعت موافقة للشرع فكما أتفق أو لأجل العادة .
فإن الإنسان لو ضرب بالسياط ما أفطر في رمضان عادة قد إستمرت . و يأخذ أعراض الناس و أموالهم عادة غالبة !! .
فكم قد رأيت هذا الشيخ يصلي و يحافظ على الصلاة . ثم لما خاف فوت غرضه ترك الشرع جانباً .
و كم قد رأيت أولئك الحكام يتعبدون و يطلبون العلم . غير أنهم لما خافوا على رياستهم أن تزول تركوا جانب الدين .
ثم إن الله تعالى نصرني عليه و تقدم إلي الحاكم بإنفاذ ما ثبت عنده ، و دارت السنة فمات الشيخ على قل ، فنسأله عز وجل التوفيق للإنقياد لشرعه و مخالفة أهوائنا .
من صيد الخاطر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق