بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 13 أبريل 2012

إطفاء الحريق بالتكبير

يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الحريق فكبروا -أي: قولوا: (الله أكبر)- فإن التكبير يبطله) وهذا الحديث جاء عن عبد الله بن عمرو، وعن أنس، وعن جماعة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة إلا أن طرقه ضعيفة، ولكن يستأنس باجتماع هذه الطرق في الدلالة على الحكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن التكبير يطفئ الحريق؛ وذلك لما يوجد من المناسبة بين الشيطان وبين النار، فإن أصل خلق الشياطين من النار؛ ولذلك كان التكبير من أعظم الأسباب التي يحصل بها إطفاء النار، فالنار بطبعها تطلب العلو والفساد، والشيطان بطبعه يطلب العلو والفساد؛ فناسب أن ينخنس الشيطان، وأن تنخمد النار بذكر الله جل وعلا، فالشيطان والنار كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد والكبرياء، والله جل وعلا هو الذي له الكبرياء في السموات والأرض؛ ولهذا كان تكبير الله جل وعلا له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله جل وعلا لا يقوم له شيء، فإذا قال العبد هذا القول ممتلئاً قلبه بتعظيم الله جل وعلا فإن له أثراً بالغاً في تحقيق مطلوبه، وفي دفع الشر والفساد عنه فيما يتعلق بالشيطان وعمله.



قال ابن القيم في زاد المعاد
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج داء الحريق وإطفائه يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الحريق فكبروا ، فإن التكبير يطفئه . لما كان الحريق سببه النار ، وهي مادة الشيطان التي خلق منها ، وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله ، كان للشيطان إعانة عليه ، وتنفيذ له ، وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد ، وهذان الأمران ، وهما العلو في الأرض والفساد هما هدي الشيطان ، وإليهما يدعو ، وبهما يهلك بني آدم ، فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد ، وكبرياء الرب - عز وجل - تقمع الشيطان وفعله . ولهذا كان تكبير الله - عز وجل - له أثر في إطفاء الحريق ، فإن كبرياء الله - عز وجل - لا يقوم لها شئ ، فإذا كبر المسلم ربه ، أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته ، فيطفئ الحريق ، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا ، فوجدناه كذلك ، والله أعلم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة العبودية:
ولهذا كان شعار الصلوات والأذان والأعياد هو التكبير، وكان مستحباً فى الأمكنة العالية كالصفا والمروة، واذا علا الإنسان شرفاً أو ركب دابة ونحو ذلك، وبه يطفأ الحريق وإن عظم وعند الأذان يهرب الشيطان. اهـ.
وقال الشيخ عبدالعزيز الراجحي (حفظه الله) عن التكبير لإطفاء الحريق: وهذا مجرّب. اهـ. (شرح العبودية شريط 3 دقيقة 31).

ليست هناك تعليقات: