كان موظفا من الطراز الأول لم يخيب أملي فيه يوماً من الأيام بل أصبح خلال فتره وجيزه ساعدي الأيمن كنت أعتمد عليه في كل شيء لم يتأخر يوماً من الأيام عن عمله ولاعن شيء كلفته به كان يبهرني دائماً حينما يقوم بعمله على أكمل وجه رغم أنه لم يكن يحمل مؤهلاً جامعياً
ذلكم "علي " شاب أربعيني ذو بشره حنطيه متزوج يعول أسره كبيره يبحث عن لقمة عيشه بجد وإخلاص
لكن علي لم يكن وسيماً كباقي الموظفين فشذ عن القاعده السريه لشروط العمل وبالتأكيد لا نعمل في عرض الأزياء لكن قاتل الله ذلك الشرط الذي أفقدني "علياً" لم يعجب الرئيس التنفيذي بعلي لذاً أمرني بالتخلص منه سريعاً ولم يشفع تبريري بمؤهلات علي العمليه بالتغاضي عن ذلك الشرط القاسي طلبت تأجيل ذلك القرار إلى مابعد العيد رأفة بالرجل وأسرته وهم ينتظرون فرحة العيد لكن دون جدوى
تخلص من علي قبل العيد !!
لم تكن المره الأولى ألتي أفصل فيها موظفاً فقد فصلت قبلة الكثير ليس أحدهم مثل علي ولم أتردد ذلك التردد أبداً بل اتخذت تلك القرارات بأريحيه مطلقه وبدون أدنى شعور بالألم والأسى كهذه المره
لكن بقي السؤال الأصعب كيف أخبر علي ؟؟
سؤال حاولت أن أجد له إجابة تسهل علي المهمه الصعبه فاستخرت الله عز وجل ذلك الصباح وذهبت مبكراً لعملي يحدوني الحزن على فراق " علي " وصل علي الى مقر العمل باكراً كعادته أيضاً منشرح الصدر باسم الوجه فزاد مهمتي تعقيداً
سألته أفطرت يا علي ؟
قال لا
إذن هيا نفطر سوياً صحبته إلى مطعم قريب وبعد أن انتهينا أبلغته الخبر علي أنت تعلم أنني أحبك وأعتمد عليك في كل عملي قال نعم يا أستاذ بارك الله فيك وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك
قلت نعم وألله أن ثقتي بك لا تهتز ولا تتأثر لكن قدر الله سبحانه وتعالى غالب ومشيئته نافذه قال نعم يا أستاذ اعلم ذلك لكن ماسبب ذلك الكلام ؟
قلت ياعلي رأت الاداره أن تستغني عن خدماتك وحاولت أن أوقف هذا القرار لكن ما باليد حيله
فأجابني بتلك ألابتسامه التي مازالت تعلو محياه وبذاته ذالك الانشراح الذي حدثتكم عنه لا مشكله يا أستاذ فالأرزاق مقسومه وأمر الله نافذ والإيمان بالقضاء والقدر سمة المؤمن ولا تنزعج سأبحث عن عمل آخر ولن تتوقف الحياه ولن يموت أبنائي من الجوع وشكراً لك أنت وجزاك الله خيراً وأبلغ الاداره تحياتي ودعائي الصادق لهم بالتوفيق قلت غريب أنت ياعلي !!فكرت في كلام حتى أواسيك وأخفف عنك تلك المشكله فإذا أنت الذي تواسيني وتخفف علي صدمتي بفراقك
لا عليك يا أستاذ هي الدنيا تجمع وتفرق ولا يدوم على حال لها شان ودعواتكم لي بالتوفيق
دعوت له بالتوفيق من كل قلبي فشكرني ثم أنصرف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق