قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى ج9/ 126 - 127 في كتاب المنطق مانصه :
(فإن علم الحساب الذي هو علم بالكم المنفصل ، والهندسة التي هي علم بالكم المتصل ، علم يقيني لا يحتمل النقيض البتة ، مثل جمع الأعداد وقسمتها وضربها ونسبة بعضها إلى بعض ، فإنك إذا جمعت مائة إلى مائة علمت أنهما مائتان .
فإذا قسمتها على عشرة كان لكل واحد عشرة ، وإذا ضربتها في عشرة كان المرتفع مائة ، والضرب مقابل للقسمة ، فإن ضرب الأعداد الصحيحة تضعيف آحاد أحد العددين بآحاد العدد الآخر ، فإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد العددين خرج المضروب الآخر .وإذا ضرب الخارج بالقسمة في المقسوم عليه خرج المقسوم ، فالمقسوم نظير المرتفع بالضرب ، فكل واحد من المضروبين نظير المقسوم والمقسوم عليه ، والنسبة تجمع هذه كلها ، فنسبة أحد المضروبين إلى المرتفع كنسبة الواحد إلى المضروب الآخر ، ونسبة المرتفع إلى أحد المضروبين نسبة الآخر إلى الواحد .
فهذه الأمور وأمثالها مما يتكلم فيه الحساب أمر معقول مما يشترك فيه ذوو العقول ، وما من أحد من الناس إلا يعرف منه شيئًا فإنه ضروري في العلم ، ولهذا يمثلون به في قولهم : الواحد نصف الاثنين ، ولا ريب أن قضاياه كلية واجبة القبول لا تنتقض البتة .
وهذا كان مبدأ فلسفتهم التي وضعها [فيثاغورس] وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد ، وكانوا يظنون أن الأعداد المجردة موجودة خارجة عن الذهن ، ثم تبين لأفلاطون وأصحابه غلط ذلك .....) .أ.هـ
(فإن علم الحساب الذي هو علم بالكم المنفصل ، والهندسة التي هي علم بالكم المتصل ، علم يقيني لا يحتمل النقيض البتة ، مثل جمع الأعداد وقسمتها وضربها ونسبة بعضها إلى بعض ، فإنك إذا جمعت مائة إلى مائة علمت أنهما مائتان .
فإذا قسمتها على عشرة كان لكل واحد عشرة ، وإذا ضربتها في عشرة كان المرتفع مائة ، والضرب مقابل للقسمة ، فإن ضرب الأعداد الصحيحة تضعيف آحاد أحد العددين بآحاد العدد الآخر ، فإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد العددين خرج المضروب الآخر .وإذا ضرب الخارج بالقسمة في المقسوم عليه خرج المقسوم ، فالمقسوم نظير المرتفع بالضرب ، فكل واحد من المضروبين نظير المقسوم والمقسوم عليه ، والنسبة تجمع هذه كلها ، فنسبة أحد المضروبين إلى المرتفع كنسبة الواحد إلى المضروب الآخر ، ونسبة المرتفع إلى أحد المضروبين نسبة الآخر إلى الواحد .
فهذه الأمور وأمثالها مما يتكلم فيه الحساب أمر معقول مما يشترك فيه ذوو العقول ، وما من أحد من الناس إلا يعرف منه شيئًا فإنه ضروري في العلم ، ولهذا يمثلون به في قولهم : الواحد نصف الاثنين ، ولا ريب أن قضاياه كلية واجبة القبول لا تنتقض البتة .
وهذا كان مبدأ فلسفتهم التي وضعها [فيثاغورس] وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد ، وكانوا يظنون أن الأعداد المجردة موجودة خارجة عن الذهن ، ثم تبين لأفلاطون وأصحابه غلط ذلك .....) .أ.هـ
وقال أيضا ج9 /126 :
(الثالث : ان تقسيمهم العلوم الى الطبيعي والرياضي والالهي ، وجعلهم الرياضي اشرف من الطبيعي ، والالهي اشرف من الرياضي ، هو مما قلبوا به الحقائق ، فان العلم الطبيعي وهو العلم بالاجسام الموجودة في الخارج ، ومبدا حركاتها وتحولاتها من حال الى حال ، وما فيها من الطبائع اشرف من مجرد تصور مقادير مجردة واعداد مجردة ، فان كون الانسان لا يتصور الا شكلا مدورًا او مثلثًا او مربعًا ـ ولو تصور كل ما في اقليدس ـ او لا يتصور الا اعدادًا مجردة ليس فيه علم بموجود في الخارج ، وليس ذلك كمال النفس ، ولولا ان ذلك طلب فيه معرفة المعدودات والمقدرات الخارجة التي هي اجسام واعراض لما جعل علمًا ، وانما جعلوا علم الهندسة مبدا تعلم الهيئة ليستعينوا به على براهين الهيئة ، او ينتفعوا به في عمارة الدنيا ، هذا مع ان براهينهم القياسية لا تدل على شيء دلالة مطردة يقينية سالمة عن الفساد الا في هذه المواد الرياضية )أ.هـ
(الثالث : ان تقسيمهم العلوم الى الطبيعي والرياضي والالهي ، وجعلهم الرياضي اشرف من الطبيعي ، والالهي اشرف من الرياضي ، هو مما قلبوا به الحقائق ، فان العلم الطبيعي وهو العلم بالاجسام الموجودة في الخارج ، ومبدا حركاتها وتحولاتها من حال الى حال ، وما فيها من الطبائع اشرف من مجرد تصور مقادير مجردة واعداد مجردة ، فان كون الانسان لا يتصور الا شكلا مدورًا او مثلثًا او مربعًا ـ ولو تصور كل ما في اقليدس ـ او لا يتصور الا اعدادًا مجردة ليس فيه علم بموجود في الخارج ، وليس ذلك كمال النفس ، ولولا ان ذلك طلب فيه معرفة المعدودات والمقدرات الخارجة التي هي اجسام واعراض لما جعل علمًا ، وانما جعلوا علم الهندسة مبدا تعلم الهيئة ليستعينوا به على براهين الهيئة ، او ينتفعوا به في عمارة الدنيا ، هذا مع ان براهينهم القياسية لا تدل على شيء دلالة مطردة يقينية سالمة عن الفساد الا في هذه المواد الرياضية )أ.هـ
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ص130 مانصه :
(ولما كانت الأفلاك مستديرة ، ولم يمكن معرفة حسابها إلا بمعرفة الهندسة وأحكام الخطوط المستقيمة والمنحنية ، تكلموا في [الهندسة] لذلك ولعمارة الدنيا ؛ فلهذا صاروا يتوسعون في ذلك ، وإلا فلو لم يتعلق بذلك غرض إلا مجرد تصور الأعداد والمقادير ، لم تكن هذه الغاية مما يوجب طلبها بالسعي المذكور ، وربما كانت هذه غاية لبعض الناس الذين يتلذذون بذلك ، فإن لذات النفوس أنواع ، ومنهم من يلتذ بالشطرنج والنرد والقمار ، حتى يشغله ذلك عما هو أنفع له منه .
وكان مبدأ وضع [المنطق] من الهندسة ، وسموه حدودًا ، لحدود تلك الأشكال ؛ لينتقلوا من الشكل المحسوس إلى الشكل المعقول ؛ وهذا لضعف عقولهم وتعذر المعرفة عليهم إلا بالطريق البعيدة . والله تعالى يسر للمسلمين من العلم والبيان والعمل الصالح والإيمان ما برزوا به على كل نوع من أنواع جنس الإنسان . والحمد لله رب العالمين ) أ.هـ
(ولما كانت الأفلاك مستديرة ، ولم يمكن معرفة حسابها إلا بمعرفة الهندسة وأحكام الخطوط المستقيمة والمنحنية ، تكلموا في [الهندسة] لذلك ولعمارة الدنيا ؛ فلهذا صاروا يتوسعون في ذلك ، وإلا فلو لم يتعلق بذلك غرض إلا مجرد تصور الأعداد والمقادير ، لم تكن هذه الغاية مما يوجب طلبها بالسعي المذكور ، وربما كانت هذه غاية لبعض الناس الذين يتلذذون بذلك ، فإن لذات النفوس أنواع ، ومنهم من يلتذ بالشطرنج والنرد والقمار ، حتى يشغله ذلك عما هو أنفع له منه .
وكان مبدأ وضع [المنطق] من الهندسة ، وسموه حدودًا ، لحدود تلك الأشكال ؛ لينتقلوا من الشكل المحسوس إلى الشكل المعقول ؛ وهذا لضعف عقولهم وتعذر المعرفة عليهم إلا بالطريق البعيدة . والله تعالى يسر للمسلمين من العلم والبيان والعمل الصالح والإيمان ما برزوا به على كل نوع من أنواع جنس الإنسان . والحمد لله رب العالمين ) أ.هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق