بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 يونيو 2011

الصوفيه السياسيه وحصاد العلقم


عندما يأتي الحديث عن الصوفية والمتصوفة فإن أول ما يرد إلى الذهن أولئك اللذين اتخذوا الزهد شعارهم وتصفية القلوب دثارهم وتقوقعوا في زاوية مظلمه وبأيديهم السبحه الالفيه يرددون أذكاراً بدعيه ولا يرد إلى الذهن أبدا حديث عن السياسة


كنت لأضع زيارة السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني لمولد السيد البدوي، واللقاء مع مشايخ الطرق الصوفية في اطار الفضوليه الغربيه ودس الأنف في الفلوكلور الشعبي والتصفيق وأخذ بعض الصور التذكاريه والانصراف


لكن هل جواند كاردنو القنصل الأمريكي في الاسكندريه له نفس الفضول في زيارة المرسي أبو العباس ؟ وماذا عن السفيرة الأمريكية السابقه في القاهرة مرجريت سكوبي  التي وجهت دعوة إلى الطرق الصوفية لحضور احتفال السفارة بعيد الاستقلال الامريكي لكن هل لتلك الزيارات والدعوات أبعاداً أخرى غير " فضوليه " ؟  اذ  تندرج في إطار مخطط أمريكي لاستغلال الجماعات الصوفية في العالم الإسلامي وليست القاهره وحدها قبلة الغربيين الصوفيه في المغرب والجزائر والسودان مثلا هناك تقارير كثيرة ترصد الادوار الجديدة للصوفية وبدعم من الدولة  وفي باكستان مثلا حدث تطور لافت عندما اقدمت الحكومة الباكستانية في يونيو 2009 على انشاء "المجلس الاستشاري الصوفي" وكان الهدف المعلن لإنشاء هذا المجلس هو مواجهة حركة طالبان، والترويج لما اسمي بالإسلام المعتدل وفي الدول الافريقية ودول آسيا الاسلامية هناك تقارير كثيرة ترصد التوجه نفسه نحو دعم الدور السياسي للجماعات الصوفية
 وهاهي مؤسسة راند الامريكيه البحثيه قد أصدرت دراسه  خطيره  بعنوان "الإسلام المدني الديمقراطي"عام 2003 وتحدثت فيها عن الصوفية وموقعها في إطار الإستراتيجية التي تقترحها إزاء العالم الإسلامي  وتعتبرها الخيار الافضل والحليف الاستراتيجي الذي يمكن الوثوق به  ولم تكن هذه الدراسه هي الوحيده التي تناولت الدور المقترح للصوفيه بمواجهة المد الاصولي السلفي الداعم للارهاب بزعمهم وفي مارس2004 نظم مركز نيكسون للدراسات مؤتمرا كبيرا تحت عنوان "فهم الصوفية ودورها المحتمل في سياسة الولايات المتحدة وفي عام 2005 اصدر معهد الولايات المتحدة للسلام دراسة بعنوان "الإسلام السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء" تطرقت أيضا إلى المسألة الصوفية في المنطقة بل عادت مؤسسة راند نفسها عام 2007واصدرت  دراسة أخرى مهمة وخطيرة أيضا تحت عنوان "بناء شبكات إسلامية معتدلة" تناولت أيضا مسألة الصوفية وهي دراسة أعدها أربعة من الباحثين هم انجيل راباسا وشريل بنارد ولويل شوارتز وبيتر سيكل و في عام 2007 ايضاً اصدرت مؤسسة كارنجي الامريكية الشهيرة للأبحاث دراسة موسعة بعنوان "الصوفية في آسيا الوسطى" وهي من إعداد مارثا ولكوت
وعادت مؤسسة راند  وأصدرت عام 2009 دراسة أخرى تطرقت أيضا إلى الصوفية عنوانها "الإسلام الراديكالي في شرق إفريقيا" واعدتها انجيل راباسا بل وصدرت مجموعه من الكتب لكن لعل أهم هذه الكتب هو كتاب بعنوان "الإسلام الآخر - الصوفية والهارموني العالمي"، والكتاب صدر عام 2008 وهو من تأليف ستيفن شوارتز وهو كاتب وصحفي معروف ومدير مركز التعددية الإسلامية في واشنطن

على سبيل المثال لا على سبيل الحصر سقت ماسبق والا فالمتتبع لظاهرة الهوس الغربي بالصوفيه تجاوز المؤسسات البحثيه الى " مطابخ " اتخاذ القرارات السياسيه في تلك الدول فهاهي بريطانيا تتبع الخطى الامريكيه وتصدر وزارة خارجيتها ترخيصا لتأسيس " المجلس الصوفي العالمي" ومقره لندن وله فروع في عدة عواصم القاهره احداها وأصدر المجلس بيانا جاء فيه أنه "منظمة اسلامية تدعو إلى تحقيق السلم والسلام في العالم وتتصدى للإرهاب والعنف والتشدد والتعصب ولا تتدخل في سياسات الدول المختلفة وتحترم كل معتقد لأي دين أو عقيدة وتعمل على إزالة الخلافات العقائدية وتقرب بين الأديان المختلفة لتحقيق الاستقرار في كل دول العالم  وهو منظمة لها الشخصية المعنوية المستقلة أغراضها نشر الدين الإسلامي الصحيح والدعوة إلى الله ونشر الوعي الديني والثقافي فالإسلام يدعو إلى السلام، وينبذ العنف والتشدد والتعصب". وهذا بالضبط  ما تبحث عنه امريكا وحلفائها لمواجهة المد السلفي سابق الذكر حيث تحقق لها بعض الأهداف ومنها :

الصوفية هي "أوضح خيار للمسلمين للمصالحة بين العالم اليهودي المسيحي والعالم الإسلامي
والصوفية تمثل "البديل الثقافي والاجتماعي والدين الأساسي والأكبر للأشكال الأيديولوجية للإسلام المهيمنة حاليا في العالم الإسلامي و الصوفية يمكن أن تقدم مساعدة عظيمة للعالم وذلك عبر مواقفهم من الاستقلال والتعددية واحترام الأديان والعقائد الأخرى على اعتبار أن الصوفية من اشد المعارضين لحركات الجهاد السنية و هو الإسلام الذي يمكن أن تتعامل معه أمريكا والغرب وبناءا على هذه الاهداف ظهر مايسمى بالصحوه السياسيه الصوفيه في اطار رؤيه وتخطيط غربي أخشى أن تكون قد بدأت تؤتي أكلها وأخشى أن نحصد علقمها قريباً.

ليست هناك تعليقات: