بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 فبراير 2012

هذا ما كتبه لي أستاذي ألـ Full Professors قبل 17 سنه

أستاذي هذا شيعي يعمل في جامعه بنسلفانيا أرسلت لأستاذي رساله استفسر منه عن سبب انحراف الاقليه الشيعيه عن جادة المسلمين وعن بعض الأمور ستتضح من خلال رده على رسالتي أرفقت معها ماتيسر آنذاك من كتب فرد علي برساله سأضعها بين أيديكم ليتبين لكم أن لافرق لأستاذ جامعي عن شيعي عامي فكلاهما يلوون عنق الحقيقه ولايسلم كلامهم على كثرته من التدليس والكذب تحت مسمى الحق والحقيقه ينتقلون من نقطه لأخرى بأسلوب لايخلو من غرابه فعقولهم واحده لاتتغير حتى لو هاجر الى الولايات المتحده الامريكيه وحصل على أعلى الجوائز من رئيسها وسأدعوكم جميعا لتحليل العقليه الشيعيه من خلال رساله الـ Full Professors



أخي العزيز ...... أشكرك جدا على رسالتك وارجوا لك وللاخوه الأعزاء التوفيق والنجاح
في حياتكم المدرسيه والعمليه وان تجدوا وتجتهدوا لكي تخدموا بلدكم والامه العربيه والاسلاميه

أشكرك على إرسال كتاب الدكتور موسى الموسوي ومقتطفات من كتاب الصواعق المحرقه لابن حجر وأنا على علم بكل ما جاء فيهما وأنت طلبت مني الاطلاع وسألتني أن أخصص وقت للتعرف على ديننا الحنيف كما نخصص وقت لدراسة فروع اختصاصنا وان شاء الله هذا هو الحاصل فأنا لم أصرف كل وقتي لمعرفه اختصاصي ومتابعتي بل خصصت وقت للقراءه والاطلاع والتحليل والبحث عن السؤال الذي راودك وراود آخرين وهو من حرصهم على دينهم الحنيف ألا وهو الدين الإسلامي والرساله المحمديه الخالده " اشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله"

أخي العزيز كأستاذ جامعه لم أتردد بالاجابه على أي استفسار حتى إذا كان الاستفسار غير ناتج عن دراسه كما هو الحال ولذا فسأخط لك جوابا من هذا المنطلق


أولا:
إن المدارس الفكريه الاسلاميه المختلفه تتفق على شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان القران الكريم محفوظ من التحريف والتلاعب عبر القرون ولا يأتيه الباطل وهو الحجه على المسلمين كافه وهو أساس الإيمان لمن يقبل هذا الدين الحنيف كما قال سبحانه وتعالى في سورة الحجر ايه 9 " إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون"

وهناك الكثير من الآيات الكريمه التي تحتاج إلى تفسيروتبسيط حتى يمكن لعامه الناس فهمها لذا من يقوم على تفسير القران الكريم يجب إن يكون مطلع وحافظ وعالم في أمور الدين ومن سمع رسول الله (ص) او قرأ عنه قراءة لاشك فيها فأما التفسير فهو مفروض على العلماء والمؤهلين وأما فهم التفسيرالمكتوب والتأكد منه فهو عملنا نحن عامه الناس وباعتقادي لو رجع المسلمون إلى القران الكريم واخذوا تفسيره من علماء عدول وليس من علماء السلاطين لكان هذا أفضل لنا جميعا

ثانيا:
سنه الرسول الأعظم (ص) التي تتمثل بما قاله وما عمله وما اقره وما قاله هو أحاديثه التي يتناقلها الناس وبعضهم نقلها بأمانه وآخرين غيروا قول الرسول (ص) لتحقيق رغبات دنيويه وهي عمليه سياسيه تخدم مصالح معينه ولكن ألامه ابتلت جميعها بما قاموا به

إن المؤرخين يذكرون وبدون تردد أن أقوال الرسول (ص) لم تكتب أو تدرج في عهد الرسول (ص) ولا في زمن الخليفه ابو بكر الصديق ولا في زمن الخليفه الثاني عمر بن الخطاب ولا في بدايه خلافة الخليفه الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا ولكن بدء الناس بإدراجها نهايه خلافة عثمان بن عفان وفي زمن الخليفه الرابع علي بن ابي طالب عليه السلام
وقد منعت من التدوين في زمن الخلفاء الثلاثه وعوقب عليها كما يذكر البخاري ومسلم وقد نقلت مضمونا وليس بالطريقه التي ذكرها الرسول (ص) هكذا كان الإنجيل عند المسيحيه لم يسجل في وقت نزوله أيام النبي عيسى و بعده بـ 200 سنه عقدت اجتماعات لجمع الانجيل وأصبحت الكنيسه تشتمل على ماسمعوه والذي ينسبوه للنبي عيسى عليه السلام ولهذا كان الانجيل يحتوي على كلام الله وكلام اخر نقل بشكل قصصي كما فهم وهناك من دس وشوه وزاد عليها لأسباب سياسيه

هكذا هي السنه النبويه فقد اعتراها ما اعتراها من دس وتشويه لكسب رخيص ولإثبات أمور لا وجود لها ولا يقبلها العقل ولا الضمير الحي المؤمن أما عامة الناس فتأخذ ما هو موجود دون أن تتعب نفسها بالدليل

إن الدعايات تصنع الأشخاص وان الحضارات تصنع الإنسان وان القلوب الضعيفه باعت واشترت بأقوال الرسول الكريم (ص) وأفعاله وقد قبلها عدد كبير دون أن يستخدموا عقولهم

ثالثاً:
أدت الاختلافات بنقل الأحاديث وتفسيرها إلى مدارس فكريه مختلفه ومجاميع وأراء وكانت البارزه منها والتي تفرض على الناس هو ما يماشي الحكومات وتطلعاتها ولم يخلو تاريخنا من ثورات إسلاميه واعتراضات على بعض التطبيقات ودعوات التصحيح وكانوا يسمون بالمعارضه في الإسلام
وربما ساعدت هذه المجموعات على عدم انحراف الحكومات انحرافا كبيرا لوجود حساب واعتراضات وثورات تصحيحيه وان لم يكتب لها النجاح التام فقد نجحت نوعا ما بالإبقاء على عدم الانحراف كثيرا

رابعاً:
ظهرت كما قلت أراء ومذاهب وقد تعصب بعضهم أو أكثرهم  لما يعتقدون به وكان تعصبا أعمى يقبله عامة الناس ولو أن العاقل والمطلع لا يقبله أكثرية الناس قبلوا أن يكونوا تابعين ويعتقدون أنهم ينجوا بذلك دون استخدام العقل الذي وهبنا الله وطالبنا باستخدامه وإلا كنا كالأنعام بل أضل اذ ان الله يساوي بين البشر والحيوانات إذا لم يستخدموا عقولهم ويبحثوا ويطلعوا وليس صعبا اكتشاف الحقيقه

التعصب الأعمى مرفوض ولا يقره العقل ولا المنطق وهو ناتج عن قصر نظر وعن تقصير قبلناه لأنفسنا وأصبحنا نردد ماهو مكتوب وهو مروج والذي يؤيده الحاكم في البلاد لأنه لا يتعارض مع وجوده بل يخدمه ولكن لا يخدم الفرد المسلم الذي يبحث عن الحقيقه ويريد إتباعها ولقد كثر مع الأسف وعاظ السلاطين في كل مكان وفي كل زمان وقد باعوا أقلامهم رخيصا ولهذا لعنهم التاريخ ولا يذكرهم كما ذكر من قام بالثوره التصحيحيه وبذل الدماء رخيصه ولم يقبل الانحراف

خامساً:
في هذه الرساله لا اذكر لك أسماء وعساك إذا أردت الاطلاع كما اهتدى آخرون كثيرون  هنا وهناك وعساك أن تستنتج الحقيقه لأنها والله ناصعه لمن أراد الله وأحب رسوله وأهل بيته كما أمر الرسول العظيم لو كان الخيار للعرب لما اختاروا رسول الله محمد بن عبد الله ( ص) كما هو مذكور في القران الكريم ولكن الخيار كان خيار الله كما قال سبحانه وتعالى ( وربك يخلق ما يشاء ويختار) ( وما كانت لهم الخيره سبحانه وتعالى عما يشركون) وقال أيضا ( افحكم الجاهليه يبغون ) صدق الله العظيم

سادسا :
عدد كبير من الذين قبلوا الإسلام كانوا حديثي عهد بالإسلام كانت لهم رواسب جاهليه وعصبيات قبليه وكانت هذه أثرت على مسار الإسلام أثناء وجود الرسول الأعظم (ص) وبعد وفاته  فمثلا اعترض على رسول الله عدد منهم بين الحين والآخر وسجلوا اعتراضات في اختيار مكان المعركه وفي حفر الخندق وفي الاتفاق مع المشركين وعندما يجيبهم الرسول الأعظم كانوا لا يكتفون كما هو المفروض بل يسألون آخرين للتأكد وبعد وفاة الرسول (ص) اختلفوا في سقيفه بني ساعده ومنهم مؤيد ومنهم معترض ومنهم بايع ومنهم امتنع وهكذا كانت التأثيرات تعصف بالدين

سابعاً:
لقد عهد المسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون إلى تعظيم الأشخاص ورفعهم لدرجه الالوهيه فأصبح الدين يسمى بهم كذلك عند المسلمين عهد عدد كبير إلى تعظيم الأشخاص ووصفهم بأوصاف لا يقبلها المنطق وينهاها العقل ولا يقرها مهما كانت لأنها غير موجوده فمثلا عندما ترى شخص قضى أكثر من نصف عمره قبل الإسلام وعنده رواسب جاهليه لأنه قد دفن ابنته حيه كما كانت العاده في الجاهليه ويثبت انه اعترض على الرسول الكريم (ص) في اكثر من مرحله وكان كما يقول مسلم والبخاري وأكثر من عشر مصادر صحيحه أخرى نسبت في منع الرسول الأعظم بكتابة وصيه لهم قبل وفاته بل وصف الرسول بأنه يهجر " الهجر هو الهذيان" وهو على قيد الحياه وتقرأ بنفس الوقت انه مرشح لكي يكون نبياً او أن فضائله لايمكن عدها حتى إذا بقي جبرائيل (ع) بعدها للنبي مدة 95 سنه كما هو عند ابن حجر علما ان التاريخ اثبت انه ترك الرسول (ص) في حرب احد وهرب مع باقي الصحابه  ورجع من معركه خيبر منكسرا ولم يستطع الثبات أمام اليهود
إذا قبلنا بكل هذا ونقبل الأحاديث في فضل وتعظيم هذا الرجل مهما كان فهو نفاق على الدين وعلى الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله

أو أن ما ثبت على قاتل سيد شباب أهل الجنه الحسين (ع) يذكر أبيات شعريه ويتغنى بها وهي صريحة الكفر وتخرجه من الدين ولكن مع هذا يبقى مسلما كما قال ابن حجر في صواعفه المحرقه ترى لو قبلت هذا وذاك فإني أخالف عقلي وتفكيري ولا أكون إلا منافقا ولو لم يبقى في حياتي إلا يوما واحدا ما عملت هذا وهذا سبب سفري إلى الولايات المتحده الامريكيه لأن الناس قبلت المكتوب ونامت عليه والحكومات تعارض من يفكر ويستخدم عقله كما أمر الله إلا ترى أنهم يحترمون الأجنبي " الغبي" ولا يحترمون ولا يقدرون الإنسان المسلم الذي يطالب بالحريه في العمل والتفكير أليس ديننا الحنيف دين الحريه أين الحريه في معظم بلدان المسلمين فمن أعطى الحاكم الذي يدعي الدين أن يقتل ويسفك الدماء ويعتبر نفسه ممثلا لله على الارض هو في قرارة نفسه يكيد للمسلمين العداوه والبغضاء وأين المسلمين من قول الحق مهما كان وأين هم الآن وقد عانى بلدنا من حرب شعواء لمدة 17 سنه كانت بدايتها ظالمه بين المسلمين أنفسهم وقد غذتهم العصبيه والطائفيه العمياء وآخرها حرب غير متكافئة  مع قوى الاستكبار العالمي الذي لم يشنها على الحكام كما يدعون بل على الشعب المسلم المسكين الذي ليس له مناصر لا في بلده ولا في بلدان المسلمين إلا القليل
اين المسلمين عندما دمرت المراقد في النجف الاشرف وكربلاء المقدسه لماذا اعترضوا على دخول العراق للكويت ولم يحركوا ساكنا عندما أهينت كرامة الاسلام والمسلمين؟

وأخيرا:
لا أريد أن أطيل عليك وإجابتي تأتي من واجبي كمسلم وكأستاذ أن أقول الحق كما تعلمته " المسلمين سواسيه كأسنان المشط " كما قال الرسول الكريم (ص) نحن نتفق على شهادة ان لااله الا الله وأن محمدا رسول الله ومن لم يشهد بها فليس بمسلم ونتفق على كتاب الله القرآن الكريم وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو أساس الإيمان والحجه على الخلق
ونتفق على الصلاه والزكاه وحج بيت الله الحرام وان قبلتنا جميعا هي الكعبه الشريفه ببيت الله الحرام وان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أمر مطلوب منا جميعا وان لا نقول على الله ما لا نعلم وأن لا نغير بكلام الله سبحانه وتعالى

إذا نحن جميعا متفقون إن شاء الله على الإطار العام للدين الحنيف ونؤمن أيضا أن مستقبلنا واحد وأن ضعفنا هو ضعف للدين وان انقسامنا هو قوة لأعدائنا ومن يتربص بهذا الدين وينتظر فرصه للانقضاض عليه ولكن هذا لا يعني أننا غير مختلفين بنفس الوقت وان هذا الاختلاف ليس وليد الساعه ولكن هو شيء ورثناه تاريخيا  وقد سببه ضعاف النفوس من وعاض السلاطين ولم يسمحوا للمسلمين الملتزمين بإبداء أرائهم بل انقضوا عليهم وقتلوهم وشردوهم ولم يسمحوا لهم بالوجود ولهذا لم تسعنا قلوب إخواننا في بلدي تسعنا ارض أجنبيه ولا يسعنا بلدنا ولا أرضنا ولا قلوب أحبابنا المسلمين وهذه هي المصيبه والتي تحتم على كل مسلم الانتباه لها ودراستها من عدة جوانب والوصول إلى قناعه ليقبلها العقل والضمير

إنني لا اذكر هذه الفروقات للانتقاص أو التشهير ولكن أولا إجابة على سؤالك وثانيا كما تعلم لست انا المسئول عن هذه الانتقاصات لأنها جاءت عبر التاريخ وممن كتبه لمصلحه ما ولكن مشكلتنا اننا قبلناها كما جاءت دون استفسار فنحن مسئولين لمعرفتها ومعرفة أسبابها لا لتغيير شيء ولكن لتصحيح التاريخ الذي كتب دائما من قبل الفئه الحاكمه

أرجو من الله ان يجعلنا من اللذين يسمعون الكلام فيتبعون أفضله وأسأل الله لكم التوفيق والنجاح

اخوكم أ .د /عباس . ف . خ

ليست هناك تعليقات: