بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يناير 2012

أتبع السيئة الحسنة تمحها

قد تبغت العقوبات ، و قد يؤخرها الحلم .
   
و العاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة ، فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل .
   
و أسرع المعاصي عقوبة ما خلا عن لذة تنسي النهي ، فتكون تلك الخطيئة كالمعاندة و المبارزة .
   
فإن كانت توجب اعتراضاً على الخالق أو منازعة له في عظمته ، فتلك التي لا تتلافى . خصوصاً إن وقعت من عارف بالله ، فإنه يندر إهماله .
   
قال عبد المجيد بن عبد العزيز : كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ فأومأ بالسبابة و الوسطى و الإبهام و قال : في ثلاث [ و ما مسنا من لغوب ] فجفت أصابعه الثلاث ، فلم ينتفع بها فيما بعد .
   
و خطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن ، فصعد إلى غرفة فانفرد فيها ، و قال أمهلوني ثلاثاً ، فصعدوا إليه بعد الثلاث و يده قد يبست على القلم و هو ميت .
   
قال عبد المجيد : و رأيت رجلاً كان يأتي امرأته حائضاً ، فحاض ، فلما كثر الأمر به تاب فانقطع عنه و يلحق هذا أن يعير الإنسان شخصاً بفعل ، و أعظمه أن يعيره بما ليس إليه ، فيقول يا أعمى ، و يا قبيح الخلقة .
   
و قال ابن سيرين : [ عيرت مرجلاً بالفقر ، فحبست على دين ] .
   
و قد تتأخر العقوبة و تأتي في آخر العمر .
   
فيا طول التعثير مع كبر السن لذنوب كانت في الشباب .
   
فالحذر الحذر من عواقب الخطايا . و البدار البدار إلى محوها بالإنابة .
   
فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت ، و إلا اجتمعت و جاءت .

ابن الجوزي في صيد الخاطر

ليست هناك تعليقات: