بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 يناير 2012

المعاشرة الزوجية أساسها المحبة " ابن الجوزي"


   ينبغي للعاقل أن يتخير إمرأة صالحة ، من بيت صالح ، يغلب عليها الفقر لترى ما يأتيها به كثيراً ، و ليتزوج من يقاربه في السن .
   
فأما الشيخ فإنه إذا تزوج صبية آذاها ، و ربما فجرت ، أو قتلته ، أو طلب الطلاق و هو يحبها فيتأذى .
   
و ليتمم نقصه بحسن الأخلاق و كثرة النفقة .
   
و لا ينبغي للمرأة أن تقرب من زوجها كثيراً فتمل ، و لا تبعد عنه فينساها .
   
و لتكن وقت قربها إليه كاملة النظامة متحسنة ، و لتحذر أن يرى فرجها أو جسمها كله ، فإن جسم الإنسان ليس بمستحسن .
   
و كذلك ينبغي ألا يريها جسمه ، و إنما الجماع في الفراش .
   
و رأى كسرى يوماً كيف يسلخ الحيوان و يطبخ ، فتقلبت نفسه ، و نفي اللحم ، فذكر ذلك لوزيره ، فقال : أيها الملك ، الطبيخ على المائدة و المرأة في الفراش ،و معناه لا تفتش على ذلك .
   
فقالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا رآه مني ، و قام ليلة عرياناً فما رأيت جسمه قبلها .
   
و هذا الحزم ، و بذلك لا يعيب الرجل المرأة لأنه ير عيوبها .
   
و ليكن للمرأة فراش و له فراش ، فلا يجتمعان إلا في حال الكمال .
   
و من الناس من يستهين بهذه الأشياء فيرى المرأة متبذلة تقول : هذا أبو أولادي ، و يتبذل هو فيرى كل واحد من الآخر ما لا يشتهي ، فبنظر القلب و تبقى المعاشرة بغير المحبة .
   
و هذا فضل ينبغي تأمله و العمل به فإنه أصل عظيم .


ليست هناك تعليقات: